استنكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، أمس الجمعة، احتجاز “هيئة تحرير الشام” لثلاثة أطفال في إدلب، بذريعة تهريب السجائر وتصويرهم بطريقة مهينة.
وقالت الشبكة في بيان لها، إنها تشجب احتجاز الأطفال الثلاثة، وتصويرهم من قبل عناصر الهيئة بطريقة مهينة، على خلفية محاولتهم إدخال علب سجائر تحت ملابسهم، في إحدى نقاط التفتيش في قرية “أطمة”، في ريف محافظة إدلب الشمالي .
وأضافت الشبكة أن “الهيئة” احتجزت الأطفال وأفرجت عنهم بذات اليوم.
اثنين من الأطفال هم شقيقان يتيمان، والثالث معيل لأسرته، وهم من أبناء قرية “جوزف” جنوبي محافظة إدلب.
وتم توقيفهم في 30 من أيلول الماضي، على حاجز قرية “أطمة” الفاصل بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني” ومناطق سيطرة هيئة “تحرير الشام”.
وأثار احتجاز الأطفال وتصويرهم غضبًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
الحرب السورية والأطفال
ويكافح مئات آلاف الأطفال اليوم لاستعادة مستقبلهم في سوريا بعد الهجمات التي يشنها النظام السوري بدعم من حليفه الروسي، والتي خلفت كوارث حقيقية على مستقبلهم، وفق وصف المنظمة.
ويعيش أكثر من 400 ألف طفل في مخيمات الشمال السوري بظروف مأساوية بلا أي مقومات حياة وتهددهم الأمراض والقصف والتسرب من التعليم.
ووفق منظمة “اليونيسف”، هناك أكثر من 5 ملايين طفل بحاجة إلى المساعدة في داخل سوريا، كثيرون من الأطفال وُلدوا في الحرب، وكثيرون منهم لا يعرفون إلّا الحرب.
اقرأ أيضاً طفلة سورية توجه كلمات مؤثرة لطائرة روسية تقصف ريف إدلب (فيديو)
كما، كشف تقرير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بمناسبة مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب في سوريا، عن تضاعف عدد الأطفال الذين ظهرت عليهم أعراض الضيق النفسي والاجتماعي في عام 2020.
وأشار التقرير إلى أن التعرض المستمر للعنف والخوف الشديد والصدمات له تأثير كبير على الصحة النفسية للأطفال.
وختم بالإشارة إلى أن الحرب تسببت في مقتل وإصابة حوالي 12 ألف طفلا، واصفا إياها بأنها جعلت حياة ومستقبل جيل من الأطفال معلَّقين بخيط رفيع.
وكان تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، تحدث عن معاناة عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، بعد عشر سنوات من النزاع والنزوح.
ويواجه 700 ألف طفل إضافي الجوع في سوريا بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تسهم في ترديه القيود المفروضة بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا.
وارتفع عدد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة التي سبقت إعداد التقرير، إلى أكثر من 4.6 مليون طفل.
وجاءت سوريا في المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي التابع لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، بحسب تقرير صادر في 25 من شباط الفائت.
ويجري ترتيب الدول على المؤشر وفق أربعة عوامل، تشمل القدرة على تحمل تكاليف الغذاء، ومدى توفره، ونوعيته، والموارد الطبيعية الخاصة بالحصول عليه.