كشف رئيس قسم البحوث البيئية والتخطيط الإقليمي في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد في سوريا، الدكتور غياث ضعون، عن وجود دراسات قديمة حذرت من الجفاف في سوريا منذ التسعينات، لكن الجهات الحكومية المختصة تعاملت مع الموضوع بإهمال وصفه بـ”المتعمد”.
ونقل موقع “أثر برس” المحلي، اليوم الأحد، عن ضعون قوله، إن الجفاف أمر واقع ويجب التعامل معه كحقيقة معاصرة وتطوير الأدوات المناسبة للتكيف معه، لافتاً إلى أن الصور الفضائية أظهرت ضعف النمو النباتي عام 2021 في النصف الشرقي من سوريا إضافة لسهل الغاب في حماة وإدلب، وأجزاء من جنوب درعا والسويداء.
وعزا انخفاض إنتاج القمح العام الماضي، للجفاف، داعيا إلى إعادة النظر في السياسات الزراعية من ناحية التركيز على المحاصيل الاستراتيجية الشتوية والتقنين في الزراعات المستنفذة للمياه أو تلك ضعيفة المقاومة للتغيرات المناخية.
الجفاف المطري ازداد منذ عام 2018
ولفت إلى أن الشح في الأمطار بدأ يظهر بشكل متواتر أكبر منذ عام 2018 حيث شمل أغلب مساحة سوريا باستثناء الساحل، بعدما جاء أكثر شدة وشمولية عام 2010 و2013.
وتابع بالقول: ” ضرب الجفاف المطري بشدة عام 2014 أغلب مناطق الاستقرار الزراعي الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وعاد الانحباس المطري للظهور في الساحل السوري عام 2016، وكذلك في سهول حلب عام 2017″.
ونوه إلى أنه وفي عام 2018 ظهرت مساحات كبيرة في غرب محافظة حماة وبالتحديد في سهل الغاب، إضافة لمساحات مهمة في حوض الفرات تعرضت للجفاف المطري أكثر من 5 مرات، في حين أن أغلب النصف الشمالي من سوريا تعرض لجفاف مطري أكثر من 3 مرات منذ ذلك العام.
إهمال متعمد منذ التسعينيات
وأشار ضغون إلى أنه وعند دراسة الهطولات الموسمية المسجلة في وزارة الزراعة بين عامي 1992 و2018 ظهر لدينا حادثة احتباس مطري شديدة في عام 1999 شملت الثلثين الجنوبيين من الأراضي السورية، حيث وصلت إلى حدود مناطق الاستقرار الزراعي الأولى في الجنوب الشرقي من الساحل.
وعبر عن استغرابه لـ”عدم ظهور سياسات استجابة استراتيجية فعالة لغياب النظرة الشمولية لامتداده وغياب الدراسات التفصيلية الحديثة والاكتفاء بالاستجابة الآنية من خلال تعويضات صندوق الجفاف في وزارة الزراعة”.
يشار إلى أن ملفي الجفاف والقطاع الزراعي تعرضا لتهميش منذ عام 2000، ما دفع بمئات الآلاف من أبناء محافظة الحسكة للنزوح باتجاه المدن الكبرى كدمشق وحلب بعد ترك مهنة الزراعة وخاصة بعد عام 2006.