syria press_ أنباء سوريا
يحضر التضامن النسوي كأول وأهم درس علينا كنسويات تعلمه في مسيرتنا الشاقة نحو الحرية والمساواة، ابصار معاناة ونضال النساء خارج دوائرنا، هو مصدر لانهائي للإلهام وشعلة متقدة تدفعنا لتكثييف العمل وحرق المراحل ومقاومة فعالة تمدنا بالكثير من القوة.
ونحن اليوم إذ نشهد حراكات نسوية متجددة، فإننا نعيش أيضا على تقارب غير معهود بيننا كنساء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.حيث أصبحت إمكانية سماع قضايانا ونضالاتنا والتعلم من تجاربنا أسهل وأكبر، وتأثير تضامننا مع المكافحات تحت نير الاستغلال الأبوي أكثر فاعلية من ذي قبل. السهولة في الوصول للمعلومات من خلال المنصات الرقمية مكنتنا من خلق أصوات لنا في نظام تتحالف فيه الدول والممالك الإستبدادية مع العائلة البطريركية والبنيات الطبقية والعنصرية لتجعلنا صامتات وتعمينا عن خلخلة هذه القيود. لكننا باستخدامنا لوسائل الإعلام الاجتماعية والأدوات الرقمية تمكنا من بناء منصات لأنفسنا ليبقى التضامن هو الأداة التي ستحدث تغييرات جذرية.
فعندما نتكاتف أين ماكنا ضد نظام أبوي طبقي استغلالي لا يدخر أي جهد في تفريقنا وخلق الحواجز التي تعيق اتحادنا، فنحن هاهنا نوجه له ضربة ظل يتفادها من خلال خلقه لمنظومات ثقافية ودينية تعيد انتاج الأفكار السامة، عن كيد النساء، وخطرهن والمؤامرات التي نجيدها كجنس ماكر ونحطم الأسطورة الذكورية التي طالما رفعت لتبرئة النظام الأبوي وجعل الميسوجينية هي فعل نسائي بحت من خلال رفع شعار “المرأة عدوة المرأة”.
عندما نؤمن أن “الأختية” التي تتأسس على الوعي بتباين موقعنا الطبقي والعرقي والجغرافي وأن اضطهاداتنا تتضاعف كلما زادت تقاطعات قهرنا، ستمدنا بالقوة اللازمة لتخطي مكر الذكورية في السخرية من نضالاتنا وتسفييها والإستلاء عليها، سندرك أنه ليس علينا أن نسحق أنفسنا داخل الحدود الضيقة التي تهندسها الأبوية للمرأة، وكيف يجب أن تعيش وتتصرف، وتتواصل مع نساء أخريات .
فنحن نقاوم بتضامننا نظام أبوي يتبنى العنف والتمييز البنيوي الممنهج، المرسخ في البيت، والمدرسة، والجامعة، والشارع، وأماكن العمل، وتتم شرعنته في القوانين، والأعراف والتقاليد ، والبنى الدينية والسياسية والاقتصادية، وفي الفن، والنكتة، والأدب والفكر والإعلام.
هذه الذكورية تعرضنا لأشكال التمييز والعنف الرمزي منه والمادي ولتأبيد النمطية الجندرية وفرض هويات جندرية واجتماعية تسحق حقنا في الاختيار، وحين نناضل ضدها يتم اسكاتنا بالتخويف أحيانًا وبالعنف معظم الوقت.
كنساء وأقليات جندرية مهما كانت قضايانا مختلفة، فإنها تتشابك وتتشابه مادام أن عدونا واحد ونضالنا وغضبنا ضده يجب أن يأخذ منحى تضامني، لذلك ستظل النسوية تجمعنا سنرعى ونساعد ونساند بعضنا البعض، سنرفع الحظر عن أصواتنا لن نصمت، لن نختفي، لن نضعف ولن نستسلم لسخريتهم التي هي حيلتهم الماكرة لتخبئة خوفهم من اتحادنا وجعل قضايانا مرئية .
سعاد اسويلم_ نحو وعي نسوي