قال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة السورية ، مارك كوتس ، إن 300 ألف مدني على الأقل ، نزحوا من جنوبي محافظة إدلب شمال غربي سورية ، منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول، بسبب تصاعد حدة الاشتباكات المسلّحة هناك , وأعرب كوتس ، في بيان، عن قلقه إزاء ما تؤول إليه الأوضاع الإنسانية في إدلب ، مبيناً أن ذلك يؤثر سلباً على المدنيين في ظل ظروف الشتاء القاسية , وأشار إلى استمرار تلقّيهم التقارير الميدانية التي تظهر اتجاه الأوضاع في إدلب إلى “الأسوأ” ، لافتاً إلى أن الكثير من المدنيين يعيشون حالياً في المدارس، والجوامع وغيرها من المباني العامة.
ولفت المسؤول الأممي ، إلى تواصل القصف الذي يستهدف القرى، والأحياء، والجوامع والمدارس بإدلب، مبيناً أن 13 منشأة صحية علقّت أنشطتها في المنطقة مؤقتاً، لدواعٍ أمنية , وأضاف أن منظمات الإغاثة الإنسانية باتت تواجه صعوبات في تأمين الاحتياجات بالمنطقة، مبيناً أن التقارير القادمة من هناك تشير إلى وجود نقص كبير في المستلزمات الغذائية، والصحية، والمأوى وغيرها من المستلزمات الرئيسية.
وقالت منظمة “منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري” المعنية بجمع البيانات عن النازحين، أنّ اليومين الأخيرين شهدا نزوح 20 ألف مدني من مناطق سكنهم، جراء الهجمات , وأضافت أنّ إجمالي عدد النازحين من إدلب منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وصل 379 ألفا و523 , وأعربت المنظمة عن قلقها من نزوح 250 ألفا آخرين من منطقة “جبل الزاوية” جنوبي إدلب، مع تصاعد الهجمات من جديد , وأكدت حاجة الآلاف من النازحين للمأوى والمساعدات , وبحسب مصادر محلية، يستمر نزوح سكان مدينتي معرة النعمان وسراقب والقرى المحيطة بها باتجاه المناطق القريبة من الحدود التركية، جراء استمرار الهجمات.
ويواصل نظام الأسد وحلفاءه غاراتهم المكثفة على المناطق السكنية الواقعة بمنطقة “خفض التصعيد” بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد , وتشن قوات النظام ، والميليشيات الإرهابية الأجنبية المدعومة من إيران، منذ صباح السبت، هجمات برية وجوية في مختلف المناطق بريف إدلب الجنوبي , وجرت الهجمات في مدينة معرة النعمان، وقرى معرشمارين، والدير الشرقي، وحمدية، وغيرها , وتوجهت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في إدلب، إلى المناطق التي شملتها الهجمات، من أجل تحديد عدد القتلى والمصابين مدنيين، الذين سقطوا جراء الهجمات.
وبينما تستمر الهجمات ، يواصل المدنيون الفارون من قصف نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له وروسيا، النزوح نحو المناطق الآمنة قرب الحدود مع تركيا , وتجاوز عدد النازحين السوريين من محافظة إدلب تجاه الحدود التركية في الأيام الخمسة الأخيرة، 44 ألفا , وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق “منطقة خفض التصعيد” بإدلب، في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري , إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، رغم التفاهم المبرم بين تركيا وروسيا في 17 سبتمبر/ أيلول 2018، بمدينة سوتشي الروسية، على تثبيت “خفض التصعيد”.