دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، لاتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة في 20 نقطة من “نقاط الجوع الساخنة”، بينها سوريا.
وجاء في التقرير الأممي المشترك، الصادر أمس الأول، إن الصراع المستمر، أدى إلى مزيد من الفقر و”انعدام الأمن الغذائي”،مشيرا إلى أن سوريا ما زالت ذات “مصدر قلق بالغ للغاية”، بسبب تدهور الأوضاع الحرجة، وواحدة من البلدان ذات “نقاط الجوع الساخنة”.
سوريون معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي
وبحسب التقرير فإنه وفي ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، وزيادة أسعار المواد الغذائية، وإنتاج محلي متوقع للحبوب بمعدل أقل من المتوسط، فإن “عددًا كبيرًا” من السوريين معرضون لخطر الوقوع في حالة “انعدام الأمن الغذائي” مابين حزيران الجاري وأيلول المقبل.
ومن المتوقع أن تتفاقم أزمة “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، في الفترة من حزيران الحالي إلى أيلول المقبل، بسبب الآثار المتتالية للحرب في أوكرانيا، والتي دفعت أسعار الغذاء والوقود إلى التسارع في العديد من الدول بجميع أنحاء العالم.
وطالب التقرير بوضع خطة طوارئ لاحتمال عدم تجديد قرار مجلس الأمن رقم “2585”، المتعلق بتمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، تتضمّن التخزين المسبق لثلاثة أشهر من المواد الإغاثية.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، “نحن قلقون للغاية بشأن الآثار المشتركة للأزمات المتداخلة التي تهدد قدرة الناس على إنتاج الغذاء والحصول عليه، ما يدفع بالملايين إلى مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
أزمة الغذاء في سوريا
وواجه 12 مليون شخص في سوريا “انعدام الأمن الغذائي” في عام 2021، من بينهم 2.5 مليون شخص يعانون من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، 1.8 مليون شخص منهم يعيشون ضمن مخيمات النازحين.
كان برنامج الغذاء العالمي، حذر في أيار الماضي من تفاقم أزمة الغذاء في سوريا جرّاء ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة تتجاوز الـ800% خلال العامين الماضيين، ما تسبب بوصول أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2013.
ونوه المدير التنفيذي للبرنامج، ديفيد بيزلي، إلى ملايين العائلات السورية تمضي أيامها قلقة من كيفية حصولها على الوجبة التالية، مشيرًا إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ السوريين من مستقبل “كارثي”.
وتعيش 72% من الأسر في جميع أنحاء سوريا وفق نظام الطعام بالدين بسبب نقص المال، وكان شراء الطعام بالدَّين أكثر شيوعًا بين النازحين داخليًا والأسر العائدة مقارنة بالسكان، وفق بيانات برنامج الغذاء في 21 من نيسان الماضي.