أعربت الأمم المتحدة أمس عن القلق البالغ بشأن التصعيد الأخير في الأعمال العدائية شمال غرب سورية , وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى استمرار الاشتباكات وإطلاق القذائف والقصف الجوي بما في ذلك استخدام القنابل البرميلية في إدلب وغربي حلب وشمال حماة , وأضاف ستيفان دوغاريك في المؤتمر الصحفي اليومي أن المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية المدنية دمرت فيما تم تقويض العمليات الإنسانية , ودعت الأمم المتحدة أطراف الصراع إلى تهدئة الوضع شمال غرب سورية ، وإعادة إلالتزام بمذكرة التفاهم حول تدابير وقف إطلاق النار الموقعة بين تركيا وروسيا في السابع عشر من سبتمبر/ أيلول 2018.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر بلدات وقرى دمرت بأكملها في ظل نزوح المجتمعات فيها. ووفق الأمم المتحدة فقد قتل أكثر من 550 شخصا وشُرد 400 ألف من شمال حماة وجنوب إدلب منذ بداية الأعمال العدائية في أبريل/ نيسان , وقد شرد الكثيرون عدة مرات، ويعيش حوالي نصف النازحين خارج المخيمات ومراكز الاستقبال تحت الأشجار أو في الخلاء , ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية , فأن 15 مدنيا منهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال قتلوا في قصف جوي على 7 مجتمعات في محافظة إدلب. وفي نفس اليوم دمرت مدرستان ومخبز ومستشفى في بلدة كفر نبل.
وأشار المتحدث إلى أن النساء والأطفال يمثلون 75% من إجمالي المتضررين من تلك التطورات ، والبالغ عددهم 3 ملايين شخص. وتفيد التقارير بازدياد الاحتياجات الإنسانية وخاصة فيما يتعلق بالمأوى والغذاء والمواد غير الغذائية , وفي تصريح سابق قال دوغاريك إن المشردين داخليا في إدلب لجأوا إلى أكثر من مئة مدرسة في ظل اكتظاظ مخيمات النازحين واضطرار مئات آلاف الأشخاص إلى البقاء في الخلاء خارج المخيمات ومراكز الاستقبال.
وذكر المتحدث أن الكثيرين أجبروا على النزوح 5 أو 10 مرات منذ بدء الأعمال القتالية في المنطقة منذ ما يقرب من 4 أشهر , وأضاف المتحدث “مع قرب بدء العام الدراسي الجديد، ستُقوض قدرة الكثير من الأطفال على الوصول إلى الخدمات التعليمية” , وقالت الأمم المتحدة أنها تواصل دعوة كل أطراف الصراع لفعل أقصى ما يمكن لضمان سلامة ورفاه المدنيين أثناء سير العمليات العسكرية والاتباع الصارم لمبادئ القانون الدولي المتمثلة في التفريق بين الأهداف المدنية والعسكرية وتناسب العمليات.