قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، إنّ عدد الأشخاص المحتاجين في سوريا هو الآن أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع، مؤكدة أنّ زواج الأطفال في ارتفاع بسبب الظروف المعيشية الصعبة.
وأوضحت مسويا خلال تقرير نشرته “الأمم المتحدة”، أنّ 14.6 مليون شخص سيعتمدون على المساعدات الإنسانية، و”هذا أعلى بنسبة 9 بالمئة عما كان عليه العام الماضي، و32 بالمئة أكثر من العام الذي سبقه”.
حيث يشهد الاقتصاد السوري مزيداً من التدهور ويزداد الغلاء باستمرار ويجوع الناس، وفق التقرير.
“أصبحت أرملة في سن الـ14” هكذا تبدأ سيدرا حديثها لـ”روزنة”، متمنية العودة إلى مقاعد الدراسة.
اعتقل والد سيدرا البالغة من العمر 16 سنة، حين كانت في العاشرة، تقول لـ”روزنة”: “عائلتي مؤلفة من ثمانية أشخاص، وأنا أكبر إخوتي، لم يبق لنا معيل بعد غياب والدي، وأجبرتني الظروف على الزواج من شاب بعمر 18 سنة، ليكون معيلاً لنا”.
ولا تعتبر ظاهرة الزواج في سن مبكرة حديثة النشوء في المجتمع السوري، لكن ظروف الحرب في السنوات الماضية أدت إلى تزايدها بين الشباب يوماً بعد يوم.
العام الماضي تضاعفت تقريباً تكلفة إطعام أسرة مؤلفة من 5 أفراد لمدة شهر، من أبسط العناصر الغذائية فقط، و”تنفق الأسرة الآن في المتوسط 50 بالمئة أكثر مما تكسب من أجل تدبير أمورها، يتعيّن على العائلات اقتراض المال دون أمل كبير في سداد هذه القروض”، بحسب “الأمم المتحدة”.
هذا الأمر وفق الأمم المتحدة، يجبر العائلات على اتخاذ خيارات لا تطاق إذ يتم إخراج الأطفال وبخاصة الفتيات من المدرسة، وزواج الأطفال آخذ في الارتفاع.
لا مشكلة في الزواج من قاصر طالما أحله الشرع
لا يرى إبراهيم مشكلة في زواجه من فتاة قاصر طالما أن زواجه مثبت شرعاً، وقال في حديثه لـ”روزنة”: “من يريد تعقيد الأمور بالنسبة إلى الزواج، فأعتقد أنها مشكلته”.
تزوّج إبراهيم – اسم مستعار – وهو البالغ من العمر 20 سنة قبل سنتين، من سيدة سورية نزحت مع عائلتها من ريف حماة تصغره بأربع سنوات.
والد الفتاة أخبر “روزنة” أنه وافق على هذا الزواج تحت ضغط الحالة الماديّة المتدهورة للعائلة، حيث انتقلت للعيش مع إبراهيم في غرفة صغيرة ضمن منزل عائلته.
صنّفت الأمم المتحدة سوريا الآن من بين الدول العشر الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، حيث يعاني 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن، أمس الجمعة، لبحث آخر التطورات على الصعيدين السياسي والإنساني.
وأضاف التقرير: “يحتاج السوريون للبقاء على قيد الحياة، ولا يجب أن يكون هذا حالهم، ويحتاجون إلى إعطاء أطفالهم الأمل في مستقبل أفضل”.
المسؤولة عن برنامج مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في صندوق الأمم المتحدة للسكان، وداد بابكر، قالت لصحيفة “الوطن” المحلية في آذار 2019، إنّ نسبة الزواج المبكر في سوريا ارتفعت من 13 إلى 46 بالمئة خلال فترة الحرب، وأنّ النسبة تمّت وفق الدراسات التي أجراها الصندوق في العديد من المناطق السورية.
في الشمال السوري
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، مسويا قالت إنّ 2.4 مليون شخص في شمال غربي سوريا يعتمدون على الدعم للبقاء على قيد الحياة، إذ ضاعف الشتاء من معاناة الأشخاص الذين يعيشون في الخيام.
ووفق تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا” أمس الجمعة، إن أضراراً مادية مختلفة لحقت بعشرات الخيم في مخيمات الشمال السوري نتيجة الهطولات المطرية والرياح عالية السرعة.
ووثق الفريق تضرّر أكثر من 18 مخيماً في المنطقة بأضرار متفاوتة، تراوحت بين تهدم الخيام واقتلاعها إضافة إلى أضرار ضمن بعض الطرقات الداخلية في المخيمات.
ويعاني النازحون في الشمال الغربي والشمال الشرقي لسوريا في كل فصل شتاء من عدم القدرة على مواجهة الأحوال الجوية السيئة من أمطار وثلوج، وسط تقارير تفيد بمقتل عدد من الأشخاص بينهم أطفال، إما بسبب البرد أو جراء احتراق الخيم بسبب التدفئة في المخيمات.
ويصل عدد المخيمات في شمال غربي سوريا إلى 1.489 مخيماً، بينها 452 مخيماً عشوائياً، يقطن فيها 233 ألف و671 نازح، بحسب تقرير لفريق “منسقو استجابة سوريا” في تشرين الأول عام 2021.
إيمان حمراوي _ روزنة