تشهد الأسواق السورية قبل يوم من بدء شهر رمضان، حالة جمود غير طبيعية، وتقنين عمليات الشراء، وسط ارتفاع المستوى العام للأسعار، دون وجود بوادر لانخفاضها، وفق تصريحات مسؤولين في الحكومة السورية.
وقال رئيس “لجنة سوق البزورية” في منطقة “الزبلطاني” بمحافظة دمشق، محمد نذير السيد حسن، إن نسبة الإقبال على شراء المواد الغذائية لا تتجاوز 5% من نسبتها سابقًا في الأسبوع الذي يسبق قدوم شهر رمضان.
3 أسباب وراء جمود الأسواق
وأوضح السيد حسن، في حديث إلى صحيفة “الوطن” المحلية، أمس الخميس، أن ارتفاع أسعار المواد، وعدم توفر بعضها، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين، جعل الأسواق تعاني من حالة جمود “غير طبيعية”.
وأضاف السيد حسن، أن مادة “التمر هندي” غير متوفرة في الأسواق السورية، دون معرفة الأسباب، لافتًا إلى أنه إذا توفر فكمياته قليلة، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد منه إلى 13 ألف ليرة سورية.
ارتفاع في أسعار اللحوم
وتزامن جمود الأسواق مع استمرار ارتفاع المستوى العام للأسعار، حيث سجلت أسعار اللحوم ارتفاعاً جديداً وذلك مع قدوم شهر رمضان.
ووصل كيلو لحم الخروف في مناطق سيطرة النظام السوري إلى 28 ألف ليرة سورية، مع نسبة دهن 25%، بحسب رئيس جمعية اللحامين في دمشق، أدمون قطيش.
واعتبر “قطيش” في حديث إلى إذاعة “شام إف إم” المحلية أمس الخميس، أن ارتفاع أسعار اللحوم يعود لزيادة أسعار العلف وقلة كمياته، إضافة إلى التهريب من سوريا للدول المجاورة، بنسبة تصل إلى 20% من الإنتاج.
كما أن هناك إقبالًا على شراء اللحوم وخاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان، وهذا الأمر أدى إلى زيادة الأسعار بنسبة قليلة.
ونفى قطيش وجود لحوم فاسدة أو غير صالحة للاستهلاك البشري في الأسواق، لافتاً إلى أن النسب المسموح ذبحها تتراوح بين 1500 و1700 خروف يوميًا.
لا انخفاض قادم
في الأثناء، أكد أمين سر “جمعية حماية المستهلك”، عبد الرزاق حبزة، عدم وجود أي بوادر على انخفاض أسعار المواد الغذائية خلال شهر رمضان المقبل، مبررًا حديثه بأن هذا ما لمسه في الأسواق.
وبيَن حبزة، في حديث إلى إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، وجود إقبال على الشراء ولكن بكميات “مقننة”، مشيرًا إلى وجود “جنون في الأسعار”.
واعتبر حبزة أن التصريحات الصادرة عن “غرفة الزراعة”، وعدد من مسؤولي الحكومة، كانت “تبعث الأمل” بأن الأسعار ستنخفض، إلا أن ما حدث كان مضاعفة الأسعار أكثر.
وبحسب حبزة، أعرض معظم الناس عن شراء اللحوم البيضاء والحمراء والأجبان والألبان، إلا بكميات قليلة بسبب ارتفاع أسعارها.
مشاهدة للمواد الغذائية دون شرائها
وكانت جمعية حماية المستهلك تحدثت في 26 من آذار الماضي، عن أن “الحالة الشرائية والمتعة بالتسوق شبه منعدمة بسبب ارتفاع الأسعار”، وأكثر من نصف السكان ليس لديهم أفراد خارج البلاد لإرسال حوالات مالية إليهم أو ليس لديهم مصدر دخل ثانٍ.
وأشارت إلى أن المواطن صار يقنّن استهلاكه بصرف أمواله على الأولويات واختصار نصف المواد الغذائية بسبب غلاء الأسعار.
اقرأ ايضًاً دمشق.. وعود بزيادة مخصصات 3 مواد غذائية واستمرار تبريرات ارتفاع الأسعار
ويتزامن شهر رمضان في العام الحالي مع أزمة معيشية واقتصادية يعانيها السوريون لأسباب عديدة، منها نقص المواد الأولية التي يُعتمد عليها في طهو أي وجبة بسيطة، والغلاء الذي لا يتوازى مع حجم دخل الفرد الشهري.
وشهدت الأسعار في الأسواق المحلية ارتفاعات متكررة خلال الشهر الحالي، وسط توقعات بعدم انخفاضها خلال شهر رمضان المقبل، لعدم وجود أي مؤشر على ذلك خلال الفترة الحالية، بحسب تصريحات مسؤولين.