سيريا برس _ أنباء سوريا
زعم بشار الأسد في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي للاجئين، أن الضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج تمنعهم من العودة وكذلك العقوبات والحصار الذي تفرضه الإدارة الأمريكية.
جاء ذلك، خلال كلمة ألقاها الأسد عبر الفيديو، أمس الأربعاء، في افتتاح أعمال مؤتمر اللاجئين، ثمّن خلالها قدوم المشاركين إلى دمشق وخصّ بالشكر دولاً استقبلت أبناء سورية المهجرين واحتضنتهم .
وأكد الأسد أن قيام عدد من الدول باحتضان اللاجئين انطلاقا من مبادئ إنسانية أخلاقية قابله قيام البعض الآخر من الدول في الغرب وفي منطقتنا أيضاً باستغلالهم أبشع استغلال من خلال تحويل قضيتهم الإنسانية إلى ورقة سياسية للمساومة
مضيفاً: إذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية فبالنسبة لنا إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية… وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية، وما زلنا اليوم نعمل بدأب من أجل عودة كل لاجئ يرغب بالعودة والمساهمة في بناء وطنه لكن العقبات كبيرة… فبالإضافة للضغوط التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في الخارج لمنعهم من العودة فإن العقوبات الاقتصادية اللاشرعية والحصار المفروض من قبل النظام الأمريكي وحلفائه تعيق جهود مؤسسات الدولة السورية التي تهدف لإعادة تأهيل البنية التحتية للمناطق التي دمرها الإرهاب بحيث يمكن للاجئ العودة والعيش حياة كريمة بظروف طبيعية.
وأدعى الأسد، أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج باتوا اليوم وأكثر من أي وقت مضى راغبين في العودة إلى وطنهم، لأنهم يرفضون أن يكونوا “رقماً” على لوائح الاستثمار السياسي و”ورقة” بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم، وزعم أن موضوع اللاجئين في سورية هو قضية مفتعلة فتاريخ سورية ولقرون مضت يخلو من أي حالة لجوء جماعية وبالرغم من أن سورية عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة حتى نهاية ستينيات القرن الماضي إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هرباً من الاضطرابات والأزمات المختلفة لا العكس.
وبحسب مزاعم الأسد، لأن الظروف الموضوعية لا تدفع باتجاه خلق حالة لجوء كان لا بد من قيام الأنظمة الغربية بقيادة النظام الأمريكي والدول التابعة له في جوارنا وتحديدا تركيا من خلق ظروف مفتعلة لدفع السوريين للخروج الجماعي من سورية لتكون مبررا للتدخل في الشؤون السورية ولاحقا لتفتيت الدولة وتحويلها لدولة تابعة تعمل لمصالحهم بدلا من مصالح شعبها.
وأشار رئيس النظام إلى أنه في العام 2014 وعندما بدا أن الدولة السورية في طريقها لاستعادة الأمن والاستقرار، قامت تلك الدول بتحريك “داعش” الإرهابية بهدف تشتيت القوات المسلحة وتمكين الإرهابيين من جُزء كبير من الأراضي السورية والتي تم استعادةُ القسمِ الأكبر منها بفضل تضحيات جيشنا الوطني ودعم أصدقائنا، هذا الدعم الذي كان له الأثرُ الكبيرُ بدحر الإرهابيين، وتحريرِ كثيرٍ من المناطق.
مضيفاً: نحن اليوم نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة ملايين اللاجئين الراغبين في العودة و مئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود و إرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق السورية.
وأضاف الأسد، لقد تمكنت مؤسسات الدولة السورية من التقدم خطوات مقبولة نسبة إلى إمكانياتها في التعامل مع هذا التحدي الكبير…، مؤكداً استمرار حربها على الإرهاب كما قامت بتقديم التسهيلات والضمانات لعودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى الوطن من خلال العديد من التشريعات كتأجيل الخدمة الإلزامية لمدة عام للعائدين والعديد من مراسيم العفو التي استفاد منها من هم داخل الوطن وخارجه.
الرئيس الأسد أكد أنه على ثقة أن هذا المؤتمر سيخلق الأرضية المناسبة للتعاون فيما بيننا في المرحلة المقبلة من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي سببها أكبر عدوان همجي غربي عرفه العالم في التاريخ الحديث.. هذه الأزمة التي تلامس في كل لحظة كل منزل في سورية ووجدان كل إنسان عادل في العالم ستبقى بالنسبة لنا كسوريين جرحا غائرا لا يندمل حتى يعود كل من هجرته الحرب والإرهاب والحصار.
بدوره أكد مبعوث روسيا الكسندر لافرينتييف، في كلمته أمام مؤتمر اللاجئين، أن الحياة الآمنة عادت إلى أغلب المناطق السورية، مشيراً إلى أن روسيا ساعدت وبشكلٍ فعال السوريين لافتتاح هذا المؤتمر، « إنني على ثقة أن جهودنا المشتركة ستساهم في عودة الحياة السلمية إلى سوريا»
وأوضح لافرينتييف أن بعد فشل الغرب بالإطاحة بالحكومة “الشرعية” في سوريا عبر الإرهابيين وقطاع الطرق بدأ خيار الخنق الاقتصادي. حسب زعمه.
من جهته لفت علي أصغر خاجي ممثل إيران في مؤتمر اللاجئين إلى أن الحرب هجرت أكثر من 5 ملايين يعيشون في ظروف صعبة بالمخيمات، وأن سياسة العقوبات على سويا غير إنسانية وفاشلة، فلا يجب استعمال اللاجئين كورقة سياسية.
وتابع أن، أميركا وعلى الرغم من مخاوف تفشي كورونا، ومطالبات المجتمع الدولي بتعليق العقوبات، لم تستجب بل شددت العقوبات من خلال فرض قانون قيصر، والمجتمع الدولي مطالب بتسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا، من خلال المساهمة في إعادة الإعمار وتحسين الوضع الاقتصادي في سوريا.
وتساهم إيران حسب زعم خاجي، في إعادة إعمار قطاعات الصحة والتعليم والمواصلات في سوريا، لتسهيل عودة اللاجئين، وقضية عودة اللاجئين وإعادة الإعمار وتهيأت البنى التحتية يجب أن تصبح أحد أولويات المجتمع الدولي وتحظى بدعمه.
واقترح خاجي، إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن عرقلت بعض الدول المؤتمر كانت لأسباب سياسية بدل المشاركة فيه.