كشفت المملكة الأردنية الهاشمية أمس الأربعاء، عن مقاربتها ورؤيتها الحل السوري، رابطة إياه لتحقيق سرطين، في وقت تسعى فيه روسيا لإجراء محادثات ثلاثية مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن سوريا.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن جميع المقاربات السابقة لحل الأزمة السورية لن تنجح في التوصل إلى حل سياسي، وأنه يتطلب حوارًا أميركيًا-روسيًا، ودورًا عربيًا جماعيًا.
وفي مقابلة مع قناة “الشرق” الإخبارية، الأربعاء، قال الصفدي، “لا يمكن الاستمرار في مقاربات أثبتت عدم جدواها. نحن في المنطقة من يدفع ثمن استمرار هذه الأزمة”.
وأضاف، “الشعب السوري عانى أكثر مما يجب أن يعانيه شعب في العالم. الخيار واضح، لا بد من التحرك باتجاه الحل السياسي”.
وفيما يخص الوجود الروسي في سوريا اعتبر الوزير الأردني أن لروسيا “دور رئيسي في أي جهد حقيقي لحل الأزمة السورية، ودور مهم في استقرار جنوبي البلاد”.
شرطا الحل السوري
وشدد على أن “موقف بلاده الثابت، والذي أكده الملك عبد الله الثاني، أكثر من مرة، هو أنه لا بد أن نعمل جميعًا لحل هذه الأزمة، التي تتطلب أيضًا حوارًا أمريكيًا-روسيًا.
ودعا الصفدي إلى وجود دور عربي جماعي فاعل في جهود حل الأزمة السورية، لان الدول العربية هي الأكثر تأثرًا في ما يجري في سوريا، والشعب السوري عربي شقيق… وندفع باتجاه إيجاد دور عربي في حل الأزمة السورية.
هدف زيارة وزير دفاع النظام السوري
وتعليقا على الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الدفاع في حكومة النظام السوري، علي عبد الله أيوب، إلى العاصمة عمّان بيّن الصفدي أن اللقاء جاء بهدف، “بحث أمن الحدود، ومواجهة التحديات المشتركة التي يمثلها الإرهاب، وتهريب المخدرات”.
وشهدت العلاقات بين الجانبين خلال الآونة الأخيرة نوعاً من التقارب، وذلك بعد تصريحات أردنية حيال مستقبل سوريا والنظام السوري.
وأجرى وزير الداخلية في حكومة النظام السوري محمد الرحمون، في 27 تموز الماضي، اتصالا هاتفيا مع نظيره الأردني مازن الفراية، هو الأول من نوعه على مستوى الوزراء منذ سنوات.
وجاءت هذه التطورات عقب تصريحات لافتة أدلى بها الملك الأردني عبد الله الثاني، قال فيها إن رئيس النظام السوري بشار الأسد “باقٍ” ويجب إيجاد طريقة للحوار مع النظام.
اقرأ أيضاً الأردن: نغمة إسقاط النظام السوري انتهت وباتت “وهماً”
ومنذ عام 2011، شهدت العلاقات بين سوريا والأردن تحولات عديدة، إذ دعم الأردن فصائل المعارضة في الجنوب السوري، لكن عقب سيطرة قوات النظام على المنطقة، بدأ بالبحث عن عودة العلاقات، خاصة بعد فتح معبر “نصيب” الحدودي بين البلدين.
روسيا تسعى لمحادثات ثلاثية
إلى ذلك، كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، أمس الأربعاء، عن أن الحكومة الروسية طلبت من إسرائيل تشجيع الولايات المتحدة على الموافقة على إجراء محادثات ثلاثية رفيعة المستوى بشأن سوريا.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين كبيرين، لم يسمّهما، قولهما، إنهما “يؤيدان عقد لقاء ثلاثي بين مستشاري الأمن القومي”.
من جانبه نفى البيت الأبيض وجود “اجتماعات ثلاثية لاستعراضها”، بحسب ما أشار الموقع.
ولفت التقرير إلى أن التركيز الرئيسي لإسرائيل في الملف السوري هو حول إخراج إيران من البلاد، مرجحين أن ذلك لن يكون ممكنًا إلا من خلال التعاون الأميركي-الروسي.
وكان زير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد أثار القضية خلال لقائه نظيره الإسرئيلي، يائير لابيد، في موسكو يوم 9 من أيلول الحالي.
وتضمنت المحادثات بين الطرفين “الوضع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، والوجود الإيراني فيها”.