تشهد سوريا منذ سنوات ارتفاعا يصفه باحثون بـ“المخيف“، في معدلات العنف المنزلي ضد الأطفال، في ظاهرة باتت واضحة في الآونة الأخيرة على امتداد الجغرافيا السورية.
حرق طفل وتعذيبه
وذكرت وزارة الداخلية السورية، أمس السبت، بتعرض طفل يبلغ من العمر 12 عاما، لحرق جسده ولسانه بواسطة سيخ حديد، على يد والده في مدينة القطيفة بريف دمشق.
وجاء في بيان وزارة الداخلية: “أثناء تجوال إحدى دوريات مركز شرطة القطيفة، ضمن المدينة شاهدت طفل جالس على الرصيف وعليه آثار سحجات، حيث تم إحضار الطفل إلى مركز المنطقة للوقوف على حقيقة وضعه، ليتبين وجود آثار التعذيب والحروق على جسده ولسانه“.
وبحسب ما أوضحت الداخلية، فإن الطفل أفاد بتعرضه للتعذيب من قِبل والده، ليتم إحضار الأب، الذي اعترف بإقدامه على “تعذيب ولده علوان، وضـربه وحـرق جسده ولسانه بسيخ الحديد، بسبب افتعال ولده المشاكل ضمن المنزل ومع الجوار“.
العنف ضد الأطفال المصاحب للحرب في سوريا
يُعدّ المجتمع السوري واحدًا من المجتمعات التي يسود سلوك العنف، بأشكاله ودرجاته المختلفة، في جميع أوساطها وبيئاتها، بدءًا من الأسرة، مرورًا ببيئة التعليم/ المدرسة، والشارع والحي، وداخل معاهد الأحداث والجانحين وداخل ورشات العمل.
كما أن قانون العقوبات العام السوري لا يُولي معاملة خاصة للأطفال، في حال تعرّضهم للضرب أو التعنيف من ذويهم أو أي شخص آخر، فضلًا عن كونه عقابيًا وليس وقائيًا، أي لا يتدخل إلا بعد وقوع الجريمة، وفق دراسة لمركز حرمون للدراسات.
منظمة الصحة العالمية أكدت بدورها، أن كل أشكال العنف التي نتجت بفعل إفرازات الحرب السورية، تندرج تحت عنوان “سوء معاملة الطفل”، وتشمل جميع الإساءات: الجسدية والعاطفية والاعتداءات الجنسية والإهمال أو المعاملة المتهاونة أو الاستغلال التجاري أو غيره.
كذلك تشمل، كل أشكال الاستغلال التي من شأنها أن تتسبب في إلحاق الأذى بصحة الطفل أو حياته أو تطوره أو كرامته، وتتسبّب في إلحاق أضرار فعلية أو محتملة بصحة الطفل، وتهدّد بقاءه على قيد الحياة أو نماءه أو كرامته.
أسباب العنف المنزلي
وتضمن تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2021، أن الوضع الاقتصادي وانتشار الفقر ونقص فرص العمل، وشروط المعيشة السيئة، وانفصال العائلات وتفككها، ولّد مستويات عالية من القلق النفسي لدى الأفراد والمجتمعات، ولذا يلجأ الناس إلى وسائل تكيّف مؤذية كالعنف المنزلي.
وأفاد تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال“، أواخر 2020، أن نحو واحد من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
ودعت منظمة “أنقذوا الأطفال”، الجهات المانحة، والمجتمع الدولي إلى زيادة استثماراتهم في برامج الصحة العقلية في المنطقة، لمحاولة منع الأسباب المحتملة لمشكلات الصحية النفسية.