ماتزال تسجل أسعار إيجار البيوت في دمشق، زيادات مستمرة، ما يضاعف من الأعباء التي تثقل كاهل المواطنين، والذي يعاني معظمهم من ظروف معيشية مزرية.
ونقلت صحيفة “البعث” الحكومية، أمس الأحد عن أحد أصحاب المكاتب العقارية قوله، إن أسعار الإيجارات تتفاوت من منطقة إلى أخرى حسب تصنيف هذه المنطقة وقربها من وسط المدينة أو في الضواحي.
وضرب مثلاً عن إيجار الشقة المكسية في منطقة كفرسوسة، فهو يصل من 5 ملايين إلى 10 ملايين ليرة شهريا للمنزل الذي لا يتجاوز 70 م 2، وفق قوله.
وأضاف: “في منطقة مشروع دمر وصلت أسعار الإيجارات إلى أرقام فلكية للشقة المفروشة وهناك من يسكن على العظم كما يقال وبأسعار تفوق كل التوقعات مقارنة بوضع البناء الخالي من أي مقومات سكنية”.
وفضّل الكثير من المستأجرين العودة إلى مناطقهم والعيش في منازلهم، بغض النظر عن واقعها الخدمي السكني، حيث أن الإيجارات استنزفتهم خاصة مع ارتفاعها المستمر، فضلاً عن قصر مدة الإيجار وهو 3 أشهر أحيانا، وفق ماذكر التقرير.
ارتفاع يقابله ركود
من السياق ذاته، يؤكد خبراء العقارات أن الأيام المقبلة ستشهد ارتفاعا كبيرا في سوق الإيجارات رغم الركود حالياً، لارتباطه الوثيق بالواقع المعيشي وارتفاع الأسعار ومحاولة تعويض أصحاب البيوت الفجوة المعيشية من خلال زيادة متكررة للإيجارات.
وفي تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية، مؤخرا، اعتبرت جميع المكاتب العقارية، أن الأوضاع الحالية للصناعات السكنية والعقارية تتسم بالركود وتراجع الربحية.
وساهم قانون “البيوع العقارية” في التأثير سلباً على سوق العقارات بسبب أوضاع التحويلات المالية والمصرفية والموافقات الأمنية واللجان التي أنشئت لتحديد متوسط أسعار المنازل في كل منطقة، وفق ماقاله مجد، وهو أحد مالكي مكاتب العقارات في جرمانا للصحيفة.
أسعار المنازل
ولفت إلى أن سعر المتر في العاصمة يصل إلى 20 مليون ليرة، أي إن سعر الشقة التي تبلغ مساحتها 100 متر في منطقة كفرسوسة يتراوح بين 2-3 مليارات ليرة، أما سعر ذات الشقة في ضاحية قدسيا فيصل إلى 500 مليون ليرة أي إن سعر المتر الواحد يبلغ 5 ملايين ليرة.
ووفق مالك المكتب، فإن سعر أي منزل بأسوأ منطقة في جرمانا يتجاوز الـ 100 مليون ليرة، أما المناطق الجيدة فيتراوح سعر المنزل فيها بين 300 – 600 مليون ليرة، وينخفض السعر إلى نحو 60 مليون ليرة في مناطق الغوطة.
دمشق الأغلى عقاريا في العالم قياساً للدخل
وتصدرت العاصمة السورية دمشق، قائمة أغلى أسعار العقارات في العالم، من حيث متوسط أسعار الشقق إلى متوسط الدخل العائلي السنوي في عام 2022، بحسب موقع “Numbeo“، المتخصص بعرض تكلفة المعيشة ومؤشرات الإسكان وغيرها من المؤشرات في مدن العالم.
واعتمد موقع “Numbeo” على قيمة 57 دولارًا كقيمة متوسطة للدخل الشهري في سوريا، عند حسابه لمقياس أغلى العقارات في العالم.
وسجل الموقع محافظة دمشق، كصاحبة أغلى العقارات في العالم بالنظر لمستوى الدخل، والذي يعد دخلاً متدنياً، تأتي بعدها عاصمة غانا، أكرا.
أما عربيًا، يأتي بعد دمشق عاصمة الجزائر بالمركز 26 عالميًا، ثم مدينة بيروت بالتصنيف الـ 28 عالميًا، تليها مدينة أغادير بالمغرب بالترتيب 47 على مستوى العالم لعام 2022، وفق الموقع الإحصائي.