أظهرت إحصائية رسمية، كُشف النقاب عنها حديثاً، عن أن معدل الفقر في سوريا بلغ 90 في المئة بين عامي 2020 و2021.
و قال مدير “مكتب الإحصاء المركزي” السابق شفيق عربش حديثه لإذاعة “شام إف إم” المحلية، إن “واقع الأمن الغذائي في البلاد سيء حالياً، وكلما تراجع ساهم بزيادة معدل الفقر”.
الأمن الغذائي بين السوريين
ووفق عربش، فإن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن”نحو نحو 39.4 في المئة بأمن غذائي مقبول، ولكنهم معرضون لانعدامه مع أي صدمة تتعلق بارتفاع الأسعار.
وأضاف أن 8.3 في المئة من الأسر تعاني من انعدام شديد بالأمن الغذائي، و47.2 في المئة يعانون من انعدام متوسط.
وفي عام 2019 كانت نسبة من هم تحت خط الفقر الأعلى 86 في المئة، وقدّرت “مؤسسة مداد” عام 2017 نسبة السوريين الذين يعانون من الفقر المدقع بـ 67 في المئة، وهي نسبة كبيرة، في حين كان خط الفقر الأعلى عام 2015 يشمل 63.6 في المئة من الأسر السورية، والحد الأدنى 41.5 في المئة. بحسب عربش.
وأوضح عربش أن عدم نشر هذه الإحصائيات كان بسبب عدم رغبة حكومة النظام السوري بالاعتراف بنسبة الفقر التي وصل إليها الناس.
وفيما يتعلق بالإحصائيات المتداولة في السنوات الأخيرة ذكر عربش أن قسماً منها يعتبر أرقاماً تقديرية، ولكنها ليست بعيدة كثيراً عن الحقيقة.
وأشار إلى أن معدل الفقر هو قدرة الأسرة على تأمين احتياجاتها الأساسية، أما الأمن الغذائي فهو القدرة على تحمل ارتفاع الأسعار ولذا هناك ارتباط كبير بينهما.
ما يحدث سكتة اقتصادية
وقبل أيام، كشف الخبير الاقتصادي في دمشق، عمار يوسف، عن أن الأسرة المكونة من 5 أشخاص في سوريا تحتاج إلى 3 ملايين شهرياً لتأمين تكلفة المعيشة، وذلك فيما يخص الطعام والشراب فقط.
وقال يوسف في حديث لإذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، الأحد الماضي، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لاعلاقة له بالعقوبات وقانون قيصر، علماً أن القانون لا يشمل هذه المواد، حتى استيراد القمح من أميركا ممكن دون التعرض لعقوبات.
واعتبر أن يحدث في سوريا هو سكتة اقتصادية، فالناس تبيع ذهبها ومدخراتها كي تستمر بالأكل والشرب، في ظل ارتفاع الأسعار المستمر، وعدم وجود إجراءات من قبل الحكومة.
المعيشة في سوريا
ويشهد المستوى العام للأسعار في دمشق ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، ما يزيد في انعدام القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام.
وارتفع عدد السوريين الذين يحتاجون لمساعدة إنسانية خلال العالم الحالي، بنسبة 9% مقارنة بعام 2021، إذ بلغ عددهم نحو 14 مليونًا و600 شخصًا، وفق تقرير الأمم المتحدة الصادر في شباط الماضي.
كما قدّم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 12 من كانون الثاني الماضي، تقريرًا يؤكد أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.