أحال المدعي العام الألماني، اللاجئ الفلسطيني “موفق دواه” للقضاء في برلين، تمهيداً لبدء جلسات محاكمته بتهمة ارتكابه جرائم حرب بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق.
وذكرت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، أمس الخميس، أن إحالة اللاجىء الفلسطي، “موفق الدواه”، جاءت بعد اتهامه بارتكاب مجازر وانتهاكات بحق المدنيين في مخيم اليرموك.
ووفق قرار الإحالة، يواجه “موفق الدواه”, تهما بإطلاق قذيفة من قاذف (ار ب جي) باتجاه تجمع للمدنيين في (ساحة الريجة) بمخيم اليرموك، خلال توزيع المساعدات الغذائية في أواخر شهر آذار 2014، انتقاماً لمقتل أحد أقربائه في معارك مع “الجيش الحر” داخل المخيم، وهو ما أدى إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة آخرين.
ويتُهم ” الدواه”، أيضا بمشاركته بجرائم اغتصاب للنساء من مخيم اليرموك في مسجد البشير، ومجزرة حاجز على الوحش التي قتل فيها العشرات، عندما كان يقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة” الموالية للنظام.
لاوجود لمقاتلي المعارضة حين القصف
كانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في آذار 2014 إن قوات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، قصفت طابور توزيع المساعدات في ساحة الريجة بمخيم اليرموك بقذيفة هاون، ما تسبب بمقتل 7 أشخاص بينهم سيدة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 20 شخصاً آخرين.
ووفق تحقيقات الشبكة من خلال الصور والفيديوهات واللقاءات العديدة لم يكن هناك أي هدف عسكري محدد أو وجود لعناصر مقاتلة من المعارضة.
وكان قصي وهو أحد الناشطين الذين كانوا موجودين داخل مخيم اليرموك قال للشبكة السورية “تم إبلاغنا عن نية توزيع المساعدات على سكان المخيم واجتمع الأهالي بالآلاف وبدأ التوزيع”.
وأضاف: ” لاحظنا اختفاء مسلحي القيادة العامة وجيش النظام الذين كانوا يحيطون بالمكان وانتشروا على أسطح الأبنية المجاورة، وفجأةً ومن دون أي مبرر قصفوا الطابور الذي كان يضم أكثر من 4000 شخص معظمهم من النساء والأطفال، بقذيفة هاون أدت على الفور إلى مقتل 7 أشخاص”.
وأكدت الشبكة أن “المنطقة التي استهدفتها القذيفة هي منطقة خالية تماماً من أي وجود للجيش الحر ولم يكن فيها إلا الأهالي الذين ينتظرون المساعدات”.
وشهد مخيم “اليرموك” معارك بين فصائل “الجيش الحر” وقوات النظام السوري، وسط انقسام الفصائل الفلسطينية بين الجانبين، قبل سيطرة تنظيم “داعش” على ثلثي المخيم عام 2015.
وسيطرت قوات النظام بشكل كامل على منطقة الحجر الأسود ومخيم “اليرموك”، في أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، طُرد خلالها تنظيم “داعش” من المخيم، غداة اتفاق إجلاء غير رسمي، نُقل بموجبه عناصر التنظيم إلى بادية السويداء.
وتعد “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” التي يُزعم أن المشتبه به كان عضوًا سابقًا فيها، من أبرز الجماعات الفلسطينية التي قاتلت إلى جانب قوات النظام السوري في سوريا.