أكدت منظمة “أطباء بلا حدود”، وجود تحديات قاسية تعيشها النساء شمال غرب سوريا من الناحية الصحية، في ظل وجود عوامل أخرى مماثلة، تشمل العنف القائم على النوع الاجتماعي والزواج المبكر وغيرها.
وذكرت المنظمة خلال تقريرها، أمس الأول، أن “الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية يشكل تحديًا أيضًا بسبب انعدام الأمن وبُعد مرافق الخدمة الطبية وارتفاع تكلفة التنقل أو الخدمات”.
جوانب من معاناة النساء
وقالت المرجع الطبي في “أطباء بلا حدود” في سوريا، كارولين ماسوندا، “أنجبت امرأة رضيعها على باب المستشفى الذي تدعمه المنظمة بعدما قطعت مسافة طويلة للوصول إليه”.
وأضافت أنه من المؤسف بأن هذه المرأة كانت تنتظر جمع مبلغ كاف من المال لتغطية تكاليف التنقل بسبب عدم توفر أي سيارة إسعاف.
ولفتت إلى أن ذلك يبعث على القلق، ويمكن أن يؤدي التأخر في الإنجاب لمضاعفات طبية على الأم والطفل على حد سواء.
وفي المخيمات التي تقصدها فرق “أطباء بلا حدود” في عيادات متنقلة، دائمًا ما تعرب النازحات عن القلق حيال انخفاض توفر خدمات رعاية الأمومة والطفل في المنطقة.
كذلك يعاني الكثير من النازحات من القلق أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة”، فيما تشير معظم النساء والمراهقات اللواتي يتلقين الدعم النفسي في مرافق منظمة “أطباء بلا حدود” إلى أن “محنتهن مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع”.
وقالت مسؤولة التوعية الصحية في المنظمة، “لقد جاءت مؤخرًا أُمًا لخمسة أطفال تبلغ من العمر 25 عامًا لاختصاصي في العلاج النفسي، إذ بدت عليها عوارض الاكتئاب. كانت تشعر بحزن بالغ حتى أنها فقدت القدرة على إرضاع طفلها الذي وُلد حديثًا”.
نشاطات أطباء بلا حدود شمال سوريا
وتقدم أطباء بلا حدود، خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء في شمال غرب سوريا منذ العام 2012، ويشمل ذلك رعاية ما قبل الولادة وبعدها، ورعاية الأطفال حديثي الولادة، وإدارة الولادات، بما في ذلك الولادات القيصرية، واستشارة أمراض النساء، وخطة العائلة، ودعم الصحة العقلية.
وساعدت فرق المنظمة في عام 2021، أكثر من 18 ألف ولادة في محافظتي حلب وإدلب، وقدمت أكثر من 200 ألف استشارة في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، من خلال إدارة ودعم مشافي ومراكز صحية وعيادات متنقلة.