قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الأمريكي دونالد ترامب , إن الذين تصفهم بالأكراد هم عناصر وحدات حماية الشعب وهؤلاء إرهابيون وتنظيمهم فرع من حزب العمال الكردستاني الإرهابي” , وأوضح أردوغان في كلمة له خلال جلسة مع أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي في البيت الابيض ، برفقة نظيره الأمريكي , أن فرهاد عبدي شاهين الملقب بـ”مظلوم كوباني”، هو في الأصل الابن المعنوي لزعيم حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) , وشدد أردوغان على ضرورة أن تكون هذه المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإنشائها في الشمال السوري , تحت رقابة وسيطرة بلاده
وتابع قائلا : “بإمكاننا إسكان مليون لاجئ في المنطقة الآمنة شمالي سورية خلال فترة ما بين 6 أشهر وعامين ، ومليون لاجئ في الرقة ودير الزور .. مساعداتنا للاجئين السوريين بلغت 40 مليار دولار أمّا المبلغ الذي جاءنا من أوروبا فإنه مع الأسف 3 مليارات يورو فقط” , وقال ترامب لأردوغان بينما كانا واقفين جنبا إلى جنب في المكتب البيضاوي ”نحن أصدقاء منذ فترة طويلة ، من اليوم الأول تقريبا. يفهم كل منا بلد الآخر” , وشكر الرئيس الأمريكي نظيره التركي حيال الإجراءات التي يتخذها على الحدود التركية – السورية
وتابع ترامب قائلا : “أبرمنا اتفاقية مع تركيا حول وقف إطلاق النار في الشمال السوري ، وهذه الاتفاقية ما زالت سارية وأنا ممتن من ذلك ، ونتحدث مع الأكراد (ب ك ك) ويبدوا أنهم ممتنون للغاية .. أتفهم مشكلة تركيا مع حزب العمال الكردستاني وهناك الكثير من الأتراك فقدوا حياتهم في المنطقة، علينا فعل شيء” , وأضاف ترامب , إن تركيا تستضيف على أراضيها 4 ملايين لاجئ، وأن على أوروبا تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين , وأضاف ترامب أنه في حال سمحت تركيا للاجئين بالعبور نحو أوروبا ، فإن ملايين اللاجئين سيتوجهون نحو القارة , وجدد ترامب شكره للرئيس التركي على استضافة بلاده ملايين اللاجئين
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي ، عقب لقاء ثنائي جمعهما في البيت الأبيض , شدد الرئيس التركي ، على أهمية عملية “نبع السلام” التي أطلقتها بلاده يوم 9 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، شمال شرق سورية ، وقال إنها كانت “بمثابة خطوة جديدة وهامة في مكافحة الإرهاب” , وتابع قائلا “لقد تمكنت تركيا من خلال هذه العملية من توجيه ضربة موجعة للأجندة الانفصالية التي يتبناها حزب العمال الكرستاني في سورية. ونرى أن الاتفاق الذي توصلنا إليه مع الولايات المتحدة يوم 17 أكتوبر/ تشرين أول كان بمثابة فرصة عظيمة من أجل تطوير التعاون بيننا في سورية” , وأشار أردوغان إلى أن ميليشيات “الكرستاني” الإرهابية شنت هجمات استفزازية استهدفت الجنود الأتراك ، والمدنيين من أجل تعطيل الاتفاق بين أنقرة وواشنطن
واستطرد أردوغان قائلا : “نرى بوضوح بعض الأطراف المتعاطفة مع التنظيمات الإرهابية ، مستاؤون من الاتفاق التركي الأمريكي ويحاولون تضليل الرأي العام عبر أخبار كاذبة ويسعون لتعكير علاقاتنا الثنائية .. قبضنا على 287 شخصا بينهم نساء وأطفال فروا من معسكرات تحت سيطرة , ب ك ك , إلى مناطق خاضعة لسيطرة تركيا” , وأشار إلى أن العمليات التي قامت بها تركيا في الشمال السوري ، وفرت فرصة العودة لنحو 365 ألف سوري إلى ديارهم , وتابع قائلا : “لدينا أيضا جهود خاصة بشأن الكلدانيين والإيزيديين والمسيحيين ، ووفرنا لهم فرصة إقامة عباداتهم الخاصة في معابدهم”.
وأردف أردوغان “الإرهاب لا عرق ولا دين ولا ملة له ، وإذا لم نكافحه فسندفع غدا ثمنا كبيرا”، مضيفا “وقدّمت لترامب وثيقة صادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تؤكد بأن فرهاد عبدي شاهين (مظلوم كوباني)، شخص إرهابي” , وأعرب الرئيس التركي عن “حزنه لمخاطبة الرئيس الأمريكي لشخص مثل فرهاد عبدي شاهين، ذلك الإرهابي الذي تسبب بمقتل المئات من مواطنينا وهو إرهابي قال عنه (عبد الله أوجلان) زعيم (ب ك ك) الارهابي القابع في السجن بأنه ابنه المعنوي .. ليست لدينا أي مشكلة مع أشقائنا الأكراد في سورية مثلما ليست لدينا مشكلة أيضا مع أشقائنا الأكراد بشمال العراق”
وأشار أردوغان إلى أن الحزب الذي يترأسه (العدالة والتنمية)، يوجد فيه نحو 50 نائبا كرديا ، مضيفًا “فلا نعاني من مشاكل مع الأكراد” , وحول دفاعه عن حقوق الأكراد في سورية ، قال الرئيس أردوغان : “عندما كان بشار الأسد يرفض تقبّل الوجود الكردي في الشمال السوري (قبل عام 2011)، قلت له آنذاك إنك على خطأ أعطهم وثائقهم الرسمية” , وأضاف الرئيس التركي قائلا “لقد اتفقت أنا والرئيس ترامب على ضرورة التعاون المشترك في مجال مكافحة الكيانات الإرهابية الي تهدد أمننا ، وتطرقنا لأهمية التصدي المشترك لتنظيم (داعش) الإرهابي .. لا سيما أن هناك العديد من عناصر ذلك التنظيم قد هربت من السجون السورية بعد قتل (زعيم التنظيم أبو بكر) البغدادي ، فضلا عن أن نحو 2200 عنصر منهم موجودون في السجون التركية تحت سيطرتنا حاليًا”.
وأوضح أردوغان أن تركيا والولايات المتحدة يمكنهما العمل سوية من أجل إنهاء “داعش” بالكامل وإحلال السلام والاستقرار في سورية , وبين أن “تركيا الحليف الوحيد في الناتو الذي كافح ضد داعش وجهًا لوجه وقدّم الشهداء في هذا السبيل، وأنها أكثر شريك موثوق للولايات المتحدة لتحقيق هدفها في سورية ويجب أن تكون كذلك” , وأردف: “لدينا تفاهم مشترك مع ترامب بشأن مسألة إقناع بلدان المصدر على إعادة مواطنيها وفي مقدمتها الدول الأوروبية.
