اختُتمت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأحد، ندوة “سوريا إلى أين؟”، بمشاركة ممثلين عن مؤسسات قوى الثورة والمعارضة السورية، ومراكز الدراسات، ومنظمات المجتمع المدني، وممثلي الجاليات السورية، والإعلام، وعدد من الشخصيات المستقلة، وسط حضور دبلوماسي قطري وتركي وأميركي.
وخرجت الندوة التي تهدف إلى “إصلاح الأخطاء” و”بناء معارضة أقوى”، بتوصيات عديدة، في مقدمتها التأكيد على وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة واستقلالها والحفاظ على مؤسسات الدولة، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية وفق سياسات وطنية تحقق التنمية المستدامة.
كذلك أوصت الندوة بإعادة هيكلية مؤسسات قوى الثورة والمعارضة والارتقاء بأدائها وتمكينها من تحقيق مطالب الشعب السوري المحقة والمشروعة بكفاءة واحتراف، فضلاً عن تنمية وتوظيف كافة الخبرات المتاحة في الداخل السوري والخارج، والاستفادة من الخبرات التي تقدمها مراكز الفكر الوطنية.
وأكدت على الالتزام بالعملية السياسية وفق مرجعية جنيف وقرارات الأمم المتحدة وفق ( بيان جنيف 1 وقرار 2118 و 2245).
دعوة لإعادة هيكلة المعارضة
الى ذلك، دعا مدير المركز السوري للدراسات الاستراتيجية، وعضو الأمانة العامة في الهيئة الوطنية السورية، القاضي “حسين حمادة” إلى إعادة هيكلة المعارضة بشكلها الحالي.
وأضاف حمادة في حديث لموقع العربي الجديد، أن “المعارضة “تعاني من إشكالات كبيرة جداً، وتحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية في أشكالها حتى تتمكن من القيام بواجبها بما يتطلب وتحقيق أهداف الثورة”.
واعتبر حمادة أن اللجنة الدستورية بحيثياتها الحقوقية والدستورية والواقعية “كارثة” بكل أبعادها.
وأشار إلى أن المعارضة “ليست بحاجة إلى قيادات جديدة، وهذا لا يعني الحفاظ على الكيانات القائمة”، مطالباً بإعادة هيكلتها لتكون معبرة بشخصياتها وبنيتها التنظيمية عن الواقع الوهمي”.
وختم حديثه بالقول: “الدفع نحو عمليات ترقيعية هذا لا يخدم الواقع بشيء، نحتاج إلى إعادة بناء الائتلاف وفق أربعة محاور، أن تقوم على بنائه شخصيات سياسية ودبلوماسية واجتماعية وقانونية وعسكرية، ووجود هيئة رقابية، وانتقال مقر الائتلاف إلى جنيف حيث الحراك السياسي، إن لم يكن في الدول العربية”.
المشاركة الأميركية
وأعطت مشاركة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ايثان غولدريتش مؤشراً على دعم أميركي لأعمال الندوة.
وقال غولدريتش: “لا نؤيد جهود الدول التي تطبع مع النظام السوري، ولن تطبع الولايات المتحدة معه، كما أننا لا نؤيد عودته إلى الجامعة العربية”.
وعن الرسائل الأميركية من المشاركة في الندوة، اعتبر الإعلامي السوري أيمن عبد النور من الدوحة، لموقع”المدن”، أن المشاركة تؤكد دعم واشنطن للمعارضة السورية، وهي تندرج تحت تأييد أي مؤتمر أو نشاط للمعارضة باتجاه تحسين الأداء.
ويتوقع أن تعقد ندوة ثانية في مدينة إسطنبول “لقربها من الداخل السوري لإشراك أكبر قدر ممكن من الداخل فيها”.