قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” نزوح حوالي 37 مليون طفل في جميع أنحاء العالم خلال عام 2021.
وقالت “يونيسف” في بيان صدر اليوم الجمعة، إن هذه الحصيلة تعد الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن الصراع والعنف والأزمات الأخرى ساهمت بارتفاعها.
وتشمل الحصيلة، 13.7 مليون طفل لاجئ وطالب لجوء، وما يقرب من 22.8 مليون طفل مشرد داخليًا، دون أن تتضمن الأطفال النازحين بسبب الصدمات أو الكوارث البيئية، ولا أولئك الذين نزحوا مؤخرًا في العام الحالي، بمن في ذلك جراء الحرب في أوكرانيا.
وتوزعت أماكن تواجد الأطفال النازحين، بواقع أكثر من 33% منهم في إفريقيا جنوب الصحراء، وربعهم في أوروبا وآسيا الوسطى، و13% في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب “يونيسيف”.
زيادة في أعداد الأطفال النازحين
وأشارت المنظمة إلى أن العدد العالمي للأطفال النازحين زاد 2.2 مليون خلال العام الماضي، لافتة إلى تضاعف عدد اللاجئين حول العالم في العقد الماضي، ويشكّل الأطفال ما يقرب من نصف العدد الإجمالي.
المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، كاثرين راسل، قالت، “لا يمكننا تجاهل الأدلة، إن عدد الأطفال الذين نزحوا بسبب النزاعات والأزمات يتزايد بسرعة”.
وأضافت، “آمل أن يدفع هذا الرقم المقلق الحكومات إلى منع الأطفال من النزوح في المقام الأول، وفي حال تم تهجيرهم، لابد من حصولهم على التعليم والحماية والخدمات الحيوية الأخرى”.
توصيات بستة إجراءات لأجل الأطفال
ودعت “يونيسف” الحكومات إلى اتخاذ ستة إجراءات لتحقيق المساواة في الحقوق والفرص لجميع الأطفال اللاجئين والمهاجرين والنازحين.
وتتجلى أولى تلك الإجراءات، بالاعتراف بالأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين كأطفال أولًا وقبل كل شي، مع تقديم دعم عادل بصرف النظر عن بلدهم أو عرقهم أو لونهم.
وشددت على ضرورة حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين من التمييز وكراهية الأجانب، وإنهاء ممارسات إدارة الحدود الضارة بحقهم.
وأكدت الحاجة لضمان الوصول الفعال إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، لجميع الأطفال المشردين والأسر بغض النظر عن وضعهم، وتمكينهم من إبراز مواهبهم وتنمية قدراتهم.
الأطفال السوريون
ومع دخول الحرب في سوريا عامها الثاني عشر، نشأ جيل كامل من الأطفال السوريين كلاجئين في بلدان العالم، أو نازخين داخلياً، ولم تسنح للبعض منهم فرصة رؤية وطنهم أبداً، والبعض الآخر لا يذكرون شيئاً عنه، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأممية.
ووفقاً لبيانات المفوضية، يشكل الأطفال ما يقرب من نصف اللاجئين السوريين، في حين أن ثلثهم يبلغ من العمر 11 عاماً أو أقل ولم يكونوا قد ولدوا عام 2011.