كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، عن أن الأطفال في مناطق الحروب حول العالم، يواجهون يومياً 71 انتهاكًا جسيمًا من قبل أطراف النزاع.
ووصفت المنظمة هذه النتائج بـ”الصادمة” في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، وهذه هي إحدى النتائج الرئيسة لتقرير جديد من “يونيسف” بعنوان: “25 عامًا من الأطفال والنزاع المسلح.. اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال في الحرب”.
انتهاكات جسيمة ضد الأطفال
وصرّحت كبيرة مستشاري “يونيسف” بشأن حماية الطفل في حالات الطوارئ، تاشا جيل، في حديثها بمؤتمر صحفي في الأمم المتحدة بجنيف، أنه بين عامي 2005 و2020، تحققت المنظمة من أكثر من 250 ألف انتهاك جسيم في المجموع ضد الأطفال في 30 موقعًا.
وأشارت إلى وجود زيادة بنسبة 185% في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل التي تم التحقق منها ضد الأطفال في حالات النزاع” بين عامي 2010 _ 2020.
وتابعت بالقول:“من المهم أيضًا ملاحظة أن العديد من الأطفال يتعرضون لأكثر من انتهاك واحد، ما يزيد من ضعفهم، على سبيل المثال، غالبًا ما يتم الجمع بين الاختطاف وانتهاكات أخرى، مثل التجنيد والاستخدام والعنف الجنسي”.
“أهوال لاتوصف” تواجه الأطفال
وبيّن التقرير أن “الفتيات والفتيان الذين يعيشون في مناطق تشهد صراعًا كل يوم، يختبرون ويتحملون أهوالًا لا توصف ولا ينبغي لأحد أن يختبرها”.
ووجدت “يونيسف” أنه تم التحقق من مقتل أو تشويه أكثر من عشرة آلاف و400 طفل، ومن تجنيد واستخدام أكثر من 93 ألف طفل من قبل أطراف النزاع، ومن اختطاف ما لا يقل عن 25 ألفًا و700 طفل من قبل أطراف النزاع بين عامي 2005_ 2020.
ووفق المنظمة، “وقعت 82% من الحالات التي تخص انتهاك حقوق الطفل في زمن النزاع المسلح، في خمسة مواقع فقط، أفغانستان وإسرائيل وفلسطين وسوريا واليمن والصومال”.
مظاهر مختلفة لانتهاك حقوق الطفل في سوريا
ومطلع الشهر الجاري، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 29791 طفلاً في سوريا منذ عام 2011، 77% منهم على يد قوات النظام السوري.
وأكد تقرير الشبكة، تعدد المظاهر المختلفة لانتهاك حقوق الطفل في سوريا، فالنازحون بمن فيهم من الأطفال يعانون من أسوأ الظروف المعيشية، وأبسط مقومات الحياة من النظافة والخصوصية والحمامات والمسكن الآمن.
وأضافت الشبكة أن قلة المراكز الصحية والتعليمية في المخيمات سببت تدني مستويات الصحة وكبدت الطفل معاناة التنقل إلى أماكن أخرى لتلقي الرعاية الصحية، وحرمانه من الالتحاق بالتعليم؛ ما تسبب في انتشار الأمراض والأمية بين الأطفال النازحين.
وأشارت أيضاً إلى أن أعدادا هائلة من الأطفال توجهوا نحو سوق العمل، حيث تعرض قسم كبير منهم لأسوأ أشكال عمالة الأطفال، إضافة لسياسة التجنيد الإجباري والتي مارستها جميع أطراف النزاع.
وشددت على أن تهديدات روسيا بإيقاف آلية إدخال المساعدات عبر الحدود شمال غرب سوريا، تشكل عدواناً صريحاً على مئات آلاف الأطفال المشردين قسرياً في شمالي سوريا والبالغ عددهم 2.5 مليون طفل سوري.