وجه مدير شؤون المعتقلين في فرقة عمل الطوارئ السورية، المعتقل السابق عمر الشغري، 14 رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، في جلسته التي انعقدت أمس الأربعاء، منتقداً ما وصفها بـ”التصريحات الجوفاء” الصادرة عن الإدارة الأمريكية بشأن سوريا.
أبرز النقاط الموجودة في الرسائل
وحمل الشغري رسائل موجهة لأعضاء مجلس الأمن موجهة من 14 سوريًا يمثلون كل المحافظات السورية، وتعبر عن السوريين كافة وتدعو لحماية المدنيين، والوقوف بوجه سياسات روسيا والصين وإيران في سوريا، والعمل لإنهاء الحرب، ومحاسبة النظام السوري.
ووقال أحد المواطنين السوريين من محافظة حماة في الرسالة التي نقلها الشغري، “فقدت كل شيء أمام ناظريكم، وكل ما تستطيعونه لوم روسيا والنأي بأنفسكم عن هذه المسؤولية”.
وقرأ الشغري رسالة أحد أبناء محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، والتي مفادها: “لا تدعوا روسيا والصين وإيران يتلاعبون بكم، تصرفوا بقدر مستواكم، ومنصبكم وقوتكم كمجلس للأمن، لا مجرد لعبة في (ديزني لاند)”.
تبع ذلك رسالة من دير الزور ونصّها “ثمة سبيل واحد لإنهاء الحرب في سوريا، وهو محاسبة الظام السوري”.
ثم قرأ رسالة سيّدة من درعا، تقول فيها “لديكم الصلاحية لتحويل الكابوس إلى حلم، فلماذا لا تفعلون ذلك”.
وتضمنت رسالة شاب من إدلب، نقداً “لاذعاً” لأعضاء مجلس الأمن، حيث جاء فيها:“لقد كنتم عاجزين بل ومشلولين منذ عام 2011، لقد فقدت كل شيء أحببته يومًا ما، تبًا لكم، يا ويحكم، إذ إنكم لم تحترموا الأرواح الإنسانية”.
بينما قالت رسالة أخرى لمواطن سوري من دمشق “أليس من المستغرب مدى قوتكم وصلاحياتكم ولكن مدى عجزكم في مواجهة أعدائنا!”.
ومن الرقة نقل الشغري رسالة لشاب سوري قال فيها “فيما كنتم تفكرون أن الحرب انتهت، فهي لم تنته وما زال السوريون يقتلون”.
في حين جاء في رسالة مواطنة من محافظة حلب: “كل ما نحتاجه هو الحماية، سئمت من خشية السماء، فلست بحاجة لمزيد من القنابل”.
من جانبها، بعثت مواطنة من اللاذقية رسالة مفادها: “لم تكن سوريا بهذا الخوف والرعب والترويع، حتى مؤيدو النظام لا يسلمون أيضًا من التوقيف والتعذيب والقتل”.
وتقول رسالة لمواطنة سورية من محافظة ريف دمشق “لدي رهاب من الأماكن المغلقة، وكلما شن علينا النظام هجمة علي الاختباء ولا أستطيع التنفس”.
رسالة أخرى من حمص تقول فيها سيّدة سورية “ابنتي مريضة، هل لكم أن تساعدوا في خروجها لأي مشفى آمن في العالم”.
وفي رسالة من مواطنة سورية من أهالي السويداء، “لقد بدى أن كل شيء مستحيل ولن يحدث أبدًا إلى أن يقع ويتحقق وتقع علينا الواقعة”.
كما نقل الشغري رسالة عن شاب صغير للغاية من أبناء القنيطرة يقول فيها “لقد استأنست قطة منذ مدة، وهي عالمي كله، رجاء ساعدوني لأبقي هذه القطة على قيد الحياة وأحفظها، واسمها جودي”.
وأخيراً قرأ الشغري رسالة محافظة طرطوس، مشيرًا للغطاء السياسي الذي منحته روسيا للنظام السوري عبر استخدامها المتكرر لحق “الفيتو”، لعرقلة قرارات تغطي انتهاكات حقوق الإنسان، واستخدام القوة بحق المدنيين وتدعو لوقف شامل لإطلاق النار في سوريا.
دعوة لموقف أمريكي جدّي
الشغري دعا لموقف أمريكي أكثر جدية ويتعدى ما وصفها بـ”التصريحات الجوفاء”، مشددًا على ضرورة الضغط على موسكو لفتح جميع المعابر الإنسانية، إلى جانب “باب الهوى” للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
الشغري موجهًا الحديث لأعضاء مجلس الأمن، قال “ماذا دهاكم؟ أما تبقى لديكم النذر اليسير من الإنسانية؟ ألا تُقض مضاجعكم ليلًا؟ كيف تنظرون بأعين أطفالكم؟”.
وتابع “ولا تتجرأوا أن تحاضروا بسيادة النظام السوري فما هذا إلا دليل على عجزكم”، كما لفت إلى الانتهاكات الإيرانية في سوريا والعراق، إلى جانب انتهاكات روسيا.
ودعا لجمع الأدلة واستخدامها لمحاسبة النظام السوري وإبطاء عملية التطبيع، وناشد المجتمع الدولي لـ”القتال” مع الشعب السوري، لتحرير كل المحتجزين بسبب مطالبتهم بحقوقهم.
انتقاد للإمارات والأردن
وشجب الشغري استقبال الإمارات لرئيس النظام السوري ، بشار الأسد، في 18 من آذار الماضي، بالقول: “أليس لديكم أي احترام لملايين يعانون منذ سنوات بسبب الأسد، للأمهات الثكلى اللواتي فقدن أبنائهن، وللاجئين في جميع أنحاء العالم ينبغي أن تعرفوا أنكم تؤيدون قتل الأطفال والنساء في سوريا وتعذيبهم، (…) لن تفلتوا مني أبدًا سأتخذ كل الخطوات اللازمة لأفضحكم”.
واستنكر رفض الأردن السماح لامرأة حامل تقيم في مخيم الركبان جنوب شرق سوريا الوصول إلى مستشفى على أراضيها، لتضع حملها.
وختم الشغري رسالته بالعربية “لكل ضحية، لكل مهجر، لكل أرملة، لكل يتيم، لكل سوري عندو أمل بالحرية، الحرية جاية، والأمل كبير”.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي الدولي، فشل على امتداد السنوات الـ11 ماضية، في تحقيق اختراق لجهة تحقيق حل سياسي في سوريا، أو وقف انتهاكات حقوق الإنسان فيها، بسبب “الفيتو الروسي والصيني”، وغياب استراتيجية أمريكية واضحة للتعامل مع الملف السوري.
