يلتقي اليوم في ألمانيا على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن 20 وزيرا للدفاع في اجتماع لدول التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” ، ويهدف الاجتماع الذي يشارك فيه وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا , لمناقشة كيفية تنظيم صفوف التحالف بعد أن يتم طرد تنظيم “داعش” من آخر جيب له في سورية وانسحاب القوات الأميركية من البلاد , بينما تضيق المساحة التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم “داعش” الذين يدافعون بشراسة عن جيبهم الأخير في شمال شرق سورية , وفي ختام اجتماع التحالف ينطلق مؤتمر ميونيخ حول الأمن 15- 17 شباط / فبراير
ومع قرب الإعلان عن الهزيمة النهائية للتنظيم المتطرف , فإن القوات الأميركية تستعد للانسحاب من مناطق يسيطر على حزب العمال الكردستاني والميليشيات التابعة له والمتحالفة معه ، ما سيفضي إلى إعادة تموضع الاطراف الاخرى في المنطقة , وتعد القوات الأميركية أكبر المشاركين في التحالف لمحاربة “داعش” وسيؤدي انسحابها إلى اعادة خلط الأوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين على الساحة السورية , في كانون الثاني / ديسمبر 2018 أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب نحو ألفي جندي أميركي في قرار فاجأ حلفاء واشنطن بينهم فرنسا وبريطانيا
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي إن “انسحاب القوات الأميركية من سورية سيكون حتما في صلب المحادثات” في ميونيخ , وأضافت في بيان لوزارتها أنه “سيتعين على المجتمع الدولي عندما لا يعود لما يسمى بالخلافة أي أراض ، ضمان عدم عودة داعش إلى سورية أو في مكان آخر” , وتثير السيطرة على أراضي تنظيم “داعش” في سورية القلق بشأن فرار المقاتلين المتمرسين والمسلحين الأجانب وتشكيلهم خلايا جديدة في سورية أو أماكن أخرى , والتحدي الأخر هو مستقبل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة “قوات سورية الديموقراطية” ، عند انسحاب القوات الاميركية
وكان وزير الدفاع الاميركي بالوكالة باتريك شاناهان أعلن في وقت سابق خلال الاسبوع أنه ضمن التحالف “تجري محادثات لمعرفة كيفية ضمان الاستقرار والامن وبأية امكانات بعد انسحاب الولايات المتحدة ومن سيساهم في تلك الجهود” , وأضاف شاناهان “من الواضح ان التحالف مع امكاناته وقدراته، يشكل خيارا” ملخصا بذلك الموقف الاميركي بانه يمكن لحلفاء الولايات المتحدة ان يبقوا في المنطقة لتجنب تدهور الوضع بعد مغادرة الجنود الاميركيين.