قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن على “قوات سوريا الديمقراطية” المسيطرة على شمال شرق سوريا ضمان المعاملة الإنسانية لجميع القصّر الذين تم إجلاؤهم أو استردادهم من سجن “غويران” الذي هاجمه تنظيم “داعش” مؤخرا، والذي “لايزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن”.
وأكدت المنظمة في بيان، أمس الجمعة، أن على المقاتلين في المنطقة والقوات الأمريكية والبريطانية الداعمة لهم، تقييم مدى امتثال قواتهم لقوانين الحرب أثناء عمليات استعادة السجن واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين خلال عمليات البحث عن أعضاء التنظيم والمحتجزين الفارين.
وقالت مديرة قسم الأزمات والصراع في المنظمة، ليتا تايلر، إن “قوات سوريا الديمقراطية بدأت في إجلاء الرجال والفتيان من السجن، ولا يُعرف حتى الآن عدد القتلى أو الأحياء منهم”، مطالبة إياها بـ”إنهاء صمتها عن مصير هؤلاء المعتقلين، بمن فيهم مئات الأطفال من ضحايا داعش”.
وشددت على “ضرورة الإعلان عن عدد المحتجزين، بمن فيهم الأطفال، وعدد الذين قُتلوا وجُرحوا وأولئك الذين تم إجلاؤهم خلال معركة السجن”.
اقرأ أيضاً “يونيسف” تدعو لحماية الأطفال الأجانب المحتجزين شمال شرق سوريا وإعادتهم لبلادهم
وفي 20 من كانون الثاني الماضي، هاجم مقاتلون من تنظيم “داعش” سجن “غويران” في مدينة الحسكة، واستعادت “قوات سوريا الديمقراطية” السيطرة على السجن في 30 كانون الثاني بعد معركة دعمها التحالف قتل خلالها أكثر من 500 شخص.
مقتل قُصّر في أحداث غويران
وسبق أن استطاعت المنظمة الحصول على شهادات من محتجزين أجنبيين أفادا أن العديد من السجناء قتلوا خلال الاشتباكات، بينهم أطفال.
وقال معتقل كندي إنه يعتقد أن عشرات الأطفال قُتلوا، واصفًا طفلا ينزف حتى الموت بين ذراعيه.
كما ذكر صبي أسترالي (17 عامًا)، إنه أصيب في رأسه ويده في غارة لمروحية من طراز “أباتشي”، إذ قدّر مقتل بين 15 إلى 20 طفلًا على الأقل، بينهم صديقان له في سن المراهقة قُتلا أمام عينيه، على حد قوله.
كانت صحيفة “نيويورك تايمز”، ذكرت أواخر الشهر الماضي، أنه عُثر على جثتي قاصرين على الأقل في شارع خلف سجن غويران في الحسكة، وهي أول حالة وفاة مؤكدة بين ما يصل إلى 700 قاصر كانوا محتجزين هناك لأنهم من أبناء مقاتلي التنظيم.
واعتبرت الصحيفة أن اكتشاف هذه الجثث أول تأكيد على مقتل ما لا يقل عن اثنين من بين 700 قاصر، كانوا محتجزين في السجن، من أبناء مقاتلي التنظيم، في القتال.
ويبلغ عدد المحتجزين الأجانب في سجن الصناعة، كالمشتبه في انتمائهم إلى تنظيم “داعش” وعائلات أفراد التنظيم، قرابة 45 ألف رجل وامرأة وطفل من حوالي 60 دولة محتجزون في ظروف “مهينة للغاية وغير إنسانية”، حسب وصف المنظمة.