عقدت هيئات سورية معارضة مستقلة، مؤتمرا لـ”مناهضة التطبيع مع الأسد” في إسطنبول، أمس الأحد، وهو مبادرة لنشاط دولي لقطع الطريق على إعادة عملية التطبيع مع النظام التي تشهدها بعض العواصم العربية.
وقال زيد كيالي وهو من المنظمين ” إن هذا المؤتمر ينعقد بمبادرة وحضور شخصيات ومنظمات سورية مستقلة تمثل القاعدة الجماهيرية من نشطاء في الداخل والمهجر وشخصيات اعتبارية حرة”.
أسباب المؤتمر والمخرجات المتوقعة
وأضاف في كلمته: ” أن هذا الحراك ضروري ويجب أن يكون بشكل منظم ويعتمد على الحاضنة الشعبية خاصة في ظل قيام بعض الدول العربية بالسعي لإعادة التطبيع في العلاقات مع النظام”.
وعن المؤتمر قال “المبادرة هي محاولة لإيجاد الصيغة لتعبر عن الشعب السوري في المخيمات والمهجر الرافض لخطوات التطبيع وإيصال صوت السوريين لكل المنظمات والدول في العالم، ويبحث في الوسائل وتفعيل آليات العمل”.
ولفت إلى أنه “سيتم تشكيل لجنة للمتابعة ستنبثق عن المؤتمر وهدفها التواصل مع الدول في أمريكا وأوروبا والدول العربية لتقديم قضية الشعب السوري وفضح جرائم النظام السابق واللاحقة وجرائم الميليشيات”.
وختم بقوله “نطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته الأخلاقية والسياسية والقانونية ولا تعطي النظام منفس للتنفس بألية التطبيع، وأن تعلن فرض عقوبات على أي طرف يحاول خرق العقوبات”.
دعوة لتحرك أشمل
بدوره، قال الناشط والمعقل السابق في سجون النظام، عمر الشغري، إن هذا المؤتمر مهم للتذكير بقضية الشعب السوري، والوقوف بوجه التطبيع مع النظام السوري.
وشدد على ضرورة وصول صوت أبناء الثورة السورية إلى كل شخص ومؤسسة في العالم، وليس فقط جماعات حقوق الإنسان أو القانونيين أو الأطباء، بل يجب أن يمتد ليشمل كل إنسان من من مختلف الاختصاصات والنشاطات.
وعزا الشغري تحرك الدول العربية للتطبيع مع النظام السوري، لعاملين “الأول خوفها من انتقال الثورات إلى أراضيها في حال نجحت الثورة السورية، وثانيها،أن هذه الدول تبحث عن مصالحها فقط وهذا مايهمها بالمقام الأول”.
وأشار إلى أن التطبيع هو بمثابة الاعتراف بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام ضد السوريين.
من جانبه، تساءل الدكتور عبد المنعم زين الدين من الداخل السوري: “هل يستضاف مجرم في المنظمات العربية والإسلامية، هدم أكثر من 5 آلاف مسجد وكنيسة، هل يعاد لمنظمة الصحة العالمية، وهو من قصف المستشفيات وقتل الأطباء والكوادر الطبية”.
كما تحدث عضو المجلس الإسلامي السوري مطيع البطين، بالقول “من يقول نعم للتطبيع أو يسعى له فليعلم أنه ليس فقط بمواجهة المجتمعين بل بمواجهة الحق والتاريخ والأديان والثقافات والإنسانية”.
ويستمر المؤتمر يوما واحد يبحث فيه المجتمعون بمشاركة دبلوماسية رفيعة من دول غربية، موضوع التطبيع من وجهات نظر سورية ودولية، بمشاركة قرابة 200 شخصية من أكثر من 40 منظمة مستقلة.
لجنة متابعة
وينتظر أن يصدر المجتمعون بيانا، على أن ينبثق من المؤتمر “لجنة متابعة”، تهدف إلى زيارة الدول العربية والغربية من أجل فضح جرائم النظام وإيصال رفض السوريين لخطوات التطبيع التي تجريها بعضها.
يشار إلى أن الشخصيات المشاركة في المؤتمر، تمثل هيئات مثل الرابطة السورية لكرامة المواطن، رابطة الكرد المستقلين، والمجلس التركماني، ومنظمة مسيحيون سوريون من أجل السلام، والإخوان المسلمين، والاتحاد النسائي السوري ونقابات ومجالس أخرى تمثل مختلف مناطق وأطياف الشعب السوري.
ويأتي المؤتمر بعد تأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، قبل أيام، أن الولايات المتحدة لم -ولن- تدعم أي جهد لتطبيع العلاقات مع النظام السوري.