ترى الصين في تزايد تحركات الدول العربية الرئيسية لإنهاء عزلة نظام بشار الأسد الدولية فرصة لتقوية موقفها في سوريا و انتظار عودة الانتعاش إلى الاقتصاد السوري للاستثمار فيه.
وأبرمت مؤخرا الأردن ومصر والإمارات ثلاث صفقات مع النظام السوري، في وقت يتزايد الاهتمام تدريجيا بمشاريع إعادة الإعمار.
كما كان وزراء طاقة الأردن وسوريا ولبنان اتفقوا في ختام اجتماع عقد في عمان في 6 أكتوبر على خارطة طريق لتزويد المملكة للبنان، الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، بالكهرباء مرورا عبر الأراضي السورية.
وكان وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، جدد خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق في يوليو، رغبة بكين في توسيع العلاقات الاقتصادية مع النظام السوري، رغم أن بكين لم تف بالوعد الذي قطعته في 2017 باستثمار ملياري دولار أميركي في سوريا.
وينقل تقرير من موقع “ساوث تشينا مورننيغ بوست” عن حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن أن بكين تنتظر من الدول الأخرى بما فيها العربية أن تساعد في إعادة بناء اقتصاد سوري قادر على البقاء.
ويشير الباحث إلى أن الصين تفضل استثمارات في اقتصاد سوري منتعش وليس استثمارات إعادة الإعمار.
وبحسب الباحث، تتنافس دول منها روسيا وإيران وتركيا ودول أوروبية على مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، لذلك تنتظر الصين في الوقت الحالي.
وتعليقا على تحركات الدول العربية الأخيرة، يقول الباحث إبيش إنه لا أحد “يريد مكافأة الأسد ونظامه، و لا يبدو أن النظام سيسقط قريبا، لذلك تجد الدول نفسها أمام خيارين: إما الابتعاد عن سوريا أو السعي لتحقيق مصالحها من خلال الوسائل الدبلوماسية والتجارية”.
ويشير التقرير إلى أن إدارة الرئيس، جو بايدن، تنازلت عن بعض العقوبات الصارمة المفروضة على الدول والشركات التي تتعامل مع النظام السوري، ما أسهم في تحركات قللت العزلة السياسية لدمشق منذ اندلاع الحرب.
وينقل التقرير عن محللين قولهم إن التحركات العربية تأتي أيضا لمحاصرة النفوذ الإيراني المتزايد في سوريا نظرا للدعم الكبير لطهران للنظام السوري.
وبسبب ضغط العقوبات على اقتصاديهما، لا تملك روسيا و إيران القدرة على إعادة بناء الاقتصاد السوري المدمر، الذي تقدر الأمم المتحدة أنه سيكلف أكثر من 250 مليار دولار أميركي، وهو ما يترك المجال للصينيين، وفق الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية في كلية فيساليوس في بروكسل، غاي بيرتون.
ويقول بيرتون، مؤلف كتاب “الصين وصراعات الشرق الأوسط” إن هناك مؤشرات ضئيلة على رغبة دول الخليج في القيام باستثمارات كبيرة في سوريا، وفي وقت يعارض فيه الغرب بوضوح التعامل مع الأسد، ترى بكين في ذلك مجالا للاستغلال.
واستنزفت سنوات الحرب قطاعي الطاقة والكهرباء مع خروج أبرز حقول النفط والغاز عن سيطرة النظام السوري من جهة، وتضرّر محطات توليد وأنابيب في المعارك من جهة أخرى. ومنع العقوبات الاقتصادية على دمشق وصول بواخر النفط بشكل منتظم إلى سوريا.
المصدر: الحرة