كشفت تقارير صحفية أميركية، عن غياب مؤشرات انسحاب أميركي قريب من سوريا، ولاسيما مع التزام واضح بضرورة الاستمرار في محاربة تنظيم “داعش”.
وذكرت مجلة “نيوزويك”، أن القوات الأميركية في سوريا لا تزال من دون خطة انسحاب واضحة، ولا مؤشرات أيضاً على أنها ستغادر في أي وقت قريب.
حيث شدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، المقدم في سلاح مشاة البحرية أنطون سيميلروث، على أن واشنطن “ستحافظ على وجودها العسكري شرقي سوريا، لتنفيذ المهمة الوحيدة وهي هزيمة دائمة لتنظيم داعش”.
الوجود الأميركي في سوريا قضية منفصلة
الى ذلك، نقلت المجلة عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تأكيده أن الوجود العسكري الأميركي في كل من سوريا والعراق وأفغانستان يعتبر قضايا منفصلة تماماً، لا ينبغي الخلط بينها، مستبعداً حدوث أي تغييرات بالوقت الحالي على مهمة بلاده في سوريا.
وقال المسؤول في إدارة بايدن للمجلة إن القوات الأميركية في سوريا مستمرة بدعم “قوات سوريا الديمقراطية” في قتالها ضد “تنظيم داعش”.
تأكيد على الأولويات الرئيسية
ولفت إلى أنه “فيما يتعلق باستراتيجيتنا الأوسع لسوريا، فقد حددنا الأولويات الرئيسية، وهي التخفيف من المعاناة الإنسانية، وتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية، واستمرار الحملة ضد داعش، وتوضيح عدم تسامحنا تجاه انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام الأسد والجهات الفاعلة الأخرى في الصراع السوري”.
سوريا الديمقراطية تؤكد أهمية الوجود الأميركي
وقبل أيام، اعتبرت ممثلة “مجلس سوريا الديمقراطية” في الولايات المتحدة، سنام محمد، أن القوات الأميركية “تلعب دوراً بالغ الأهمية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وحذرت من أن انسحاب الولايات المتحدة لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة، وسيخلق فراغاً أمنياً وسياسياً، كما سيشكل خطورة على المصالح الأميركية، لأن تنظيم داعش سيزداد قوة”، وفق تعبيرها.
بدورها، توقعت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ “مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، حدوث انسحابات أميركية من المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديموقراطية” في شمال شرقي سوريا، ولكنها ربطت الانسحاب النهائي بتوصل السوريين إلى اتفاق.
اقرأ أيضاً القوات الأمريكية تعزز قواعدها العسكرية بالأسلحة والمعدات في سوريا
وكانت صحيفة “بولتيكو” الأميركية نقلت الأسبوع الماضي عن أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض تأكيده أن واشنطن تنوي الإبقاء على 900 جندي أميركي في سوريا لتقديم المشورة والدعم لـ “قوات سوريا الديمقراطية”.
وتعهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مرارًا بالانسحاب بعد الهزيمة الشبه الكاملة لتنظيم “داعش”.
وفي عام 2020، أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من الحدود الشمالية بالقرب من تركيا كجزء من مخطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
لكن تحت ضغط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وافق ترامب لاحقًا على إبقاء القوات الأمريكية في الشرق لمواصلة العمل مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وحماية حقول النفط من القوى الموجودة هناك.