اشتكى تجار في سوقي الحميدية والحريقة بدمشق، من دوريات الجمارك التي تثقل كاهلهم، متسائلين عن طبيعة دورها ومهامها.
ونقل موقع “أثر برس” المحلي، عن تجار في دمشق قولهم، “هل دور دوريات الجمارك على الحدود أم في الأسواق؟ مشيرين إلى أنهم وصلوا لمرحلة التفكير جدياً بترك العمل، خاصة من تم تفتيش مستودعاته والبضائع القديمة لديه، ممن لا يملك بيانات جمركية عن هذه البضاعة”.
طلبات تعجيزية
وقال تاجر قطع تبديل سيارات موديل قديم لـ”أثر”: “استوردت حاوية قطع سيارات قبل الحرب، واليوم بعد أن انتهت أخشى إخراجها ونقلها إلى محلاتنا بسبب دوريات الجمارك كونهم سيطلبون أموراً تعجيزية غير متوفرة عن البضاعة”.
وأضاف أن بضاعته دخلت الى البلد بشكل نظامي، وتم تسديد الرسوم عليها، لكنه عاجز عن التصرف بها أو نقلها لعدم امتلاكه بيانات جمركية بشأنها.
واشتكى تاجر آخر من دخول دورات الجمارك إلى محله واستغراق عملية التفتيش على البضاعة في محله 5 ساعات، حيث طلبت منه الأوراق والمستندات، مبدياً استغرابه من ملاحقة التجار الصغار.
وأشار تاجر آخر في سوق الحريقة إلى أن المنتجات السورية تباع أغلى من البضائع المهربة بالنسبة لقطاع الألبسة، بسبب تكاليف المواد الأولية المرتفعة في سوريا، وكون القوة الشرائية للمواطن هي البوصلة، مضيفاً” “لماذا لا يسمح باستيراد هذه المواد إذا كانت أرخص من الانتاج المحلي؟”.
هذا، ودعا تاجر في سوق الحميدية إلى ضرورة استدعاء أحد أعضاء غرفة التجارة أو خبير في الأسواق والبضاعة للحضور مع دورية الجمارك عند الكشف على البضاعة، وعدم الاكتفاء بحضور مندوب من غرفة الصناعة، كون التجار تمثلهم غرفة التجارة وتعرف وجعهم.
الجمارك: عملُنا في الحدود والأسواق
بدوره، أشار مصدر في الجمارك لـ “أثر برس” إلى أن عمل دوريات الجمارك ومهامها محددة بالقوانين والأنظمة في متابعة المهربات ومكافحة التهريب أينما وجدت هذه البضائع، دون أن يحدد إن كانت على الحدود أو في الأسواق.
وكان مدير عام الجمارك ماجد عمران وخلال حديثه للتجار في غرفة تجارة دمشق، وعد بحل مشكلة دوريات الجمارك وحالات الابتزاز التي يتعرضون لها التجار، من خلال العمل على مشروع التتبع الالكتروني للشاحنات والدوريات لمعرفة حركة الدوريات وتتبع نشاطها.
ودعا عمران، التجار لتقديم بيانات جمركية صحيحة، وأسعار استرشادية حقيقية لدوريات الجمارك.
ولاينص قانون الجمارك رقم 38 لعام 2006 على مداهمة الجمارك للمحال التجارية العادية إلا بشروط محددة، بينما ممارسات الجمارك عكس ذلك، حيث تداهم الدوريات المحال المختلفة.
يذكر، أن تفاهمات حصلت بين التجار في دمشق وحلب مع الجمارك منذ عامين، نصت على حصر عمل دوريات الجمارك خارج الأسواق المحلية، إلا أن ذلك لم يطبق عملياً.