عاشت ولاء الحسن (22 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة تعيش في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمالي سوريا، حالة من الخوف والقلق لأكثر من أسبوعين، بعدما هددها شاب بنشر صور لها بهدف “فضحها” أمام ذويها وأقاربها.
تعلل الفتاة النازحة من ريف دمشق ذلك بسبب إرسالها صورها للشاب بعد ما تصفه “بعلاقة حب وثقة” أثناء التعارف عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن الشاب وبعد حصوله على الصور بدأ بابتزاز وتهديد الفتاة بنشر صورها وطالبها بدفع مبلغ مقابل عدم الإقدام على ذلك.
تقول “الحسن” إنها حاولت بكل الطرق وتوسلت إلى الشاب كثيراً حتى أقنعته في النهاية بمسح صورها وعدم التواصل معها.
ورغم عدم تواصل الشاب معها مؤخراً، إلا أنها ما تزال خائفة من تبعات المشكلة التي أوقعت نفسها فيها “بدون إدراك”.
ومع التطور التكنولوجي وأدواته، انتشرت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني التي تتم عبر التهديد بنشر الصور الشخصية الخاصة ومشاركتها.
وغالباً ما تهدف الابتزازات والمضايقات الالكترونية الحصول على أموال عبر ابتزاز الطرف الآخر، لتتسبب بأزمات نفسية للأشخاص الذين يقعون ضحية الابتزاز.
وفي الوقت الذي يدعو فيه أخصائيو مجتمع وناشطات نسويات لعدم الرضوخ للتهديد، يحرص أشخاص وقعوا ضحية الابتزاز الإلكتروني لبقاء الحادثة طي الكتمان وعدم طلب المساعدة أو التقدم بشكوى خوفاً من “الفضيحة”، فيزداد الأمر سوءاً بعد ذلك.
وترى أمل العبدالله، وهو اسم مستعار لمرشدة اجتماعية في أعزاز، أن أهم أسباب وقوع الفتيات في فخ الابتزاز الإلكتروني هو “الجهل ونقص الوعي لديهن وعدم متابعة ذويهن لهن باستمرار”.
وتشير إلى أن حالات التفكك الأسري وانتشار شبكات الإنترنت بشكل واسع، بالإضافة لانتشار المخدرات والتجمعات الكبيرة للعائلات في المخيمات التي “لا تخلو من التحرش اللفظي والإلكتروني وربما الجسدي، كانت جميعها عوامل مؤثرة في التدهور الحاصل في المجتمع وانتشار عمليات الابتزاز بين الأفراد”.
ويكمن الحل للحد من حدوث هكذا حالات التي ازدادت خلال الحرب وباتت أقرب للظاهرة، هو رفع الوعي الاجتماعي وخاصة لدى الشابات عبر ندوات ومحاضرات، بالإضافة إلى ترشيد استخدام الإنترنت بين المراهقين، بحسب “العبد الله”.
وتروي سارة محفوظ (24 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازحة من ريف حمص تعيش في أعزاز، تجربة صديقتها التي تعرضت للابتزاز والتهديد من قبل شاب بنشر صورها في حال لم ترسل له صوراً إضافية أو تدفع مبلغاً من المال.
وقامت صديقة “محفوظ” بإرسال عدة صور لها بفساتين سهرة مكشوفة إلى إحدى صديقاتها لتأخذ رأيها بها، لكن الأخيرة قامت بدورها بإرسال الصور لشاب كانت قد تعرفت عليه عن طريق موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
وقام الشاب بعد ذلك بالتواصل مع صاحبة الصور، إذ تعرف عليها عن طريق البحث عن الأصدقاء المشتركين وبينه وبين صديقته.
وتشير “محفوظ” إلى أن صديقتها بدأت تنهار خوفاً من أن يقدم الشاب على نشر صورها وهو ما قد يتسبب بمقتلها على يد ذويها في حال علموا بذلك.
لكن الفتاة نجحت في جمع معلومات عن الشاب من خلال حسابه على “فيسبوك” واستجراره بالحديث لمعرفة هويته، ليتم فيما بعد القبض عليه من قبل فرع الجنائية في مدينة أعزاز.
تقول “محفوظ” إن الشاب كان يتعاطى المخدرات ويقوم بتوجيه زوجته للقيام “بأفعال غير أخلاقية”، بحسب الملفات الموجودة على هاتفه.
فاروق حمو وسوزدار محمد _ نورث برس