وصلت أمس الإثنين، ناقلتان تحملان أطناناً من النفط الإيراني إلى السواحل السورية، في مسعى من حكومة النظام السوري لتقليل آثار أزمة الوقود في سوريا.
وذكرت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، أن الناقلتين كانتا أولى “بشائر تفعيل الخط الائتماني الجديد بين إيران وسوريا”.
ولفتت إلى أن وصول ناقلات نفط أخرى، “سيتوالى بشكل طبيعي وفق جداول زمنية محددة من دون تأخير بعد أن بدأ العمل بالخط الائتماني بنسخته الجديدة”.
تبرير تأخر وصول ناقلات النفط الإيراني
وبررت الصحيفة، التأخير الذي حدث خلال الأشهر الماضية في وصول النفط الإيراني، نتيجة التعديلات التي طرأت على آلية عمل الخط الائتماني بين البلدين، بعد تشكيل حكومة جديدة في إيران.
وأشارت إلى أن “الإسراع في تفعيل الاتفاقيات كان أحد المواضيع التي بحثها بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى طهران”.
ونقلت عن مصدر في وزارة النفط بحكومة النظام، قوله إن “انفراجات ستشهدها سوريا فيما يخص المشتقات النفطية من بنزين ومازوت وفيول، اعتباراً من يوم غد الأربعاء”.
وأضاف أن الكميات المطلوبة من المشتقات النفطية سيبدأ توزيعها تباعاً على كامل المحافظات السورية ما سيسهم في الحد من الاختناقات الحاصلة لهذه المواد، لافتاً إلى أن عملية التكرير ستبدأ على الفور.
أزمة المحروقات في سوريا
واشتدت أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام منذ شباط الماضي، وذلك تزامنًا مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لتتقلص بعدها مخصصات المواطنين من المازوت، ومخصصات العاملين على وسائل النقل من مادتي المازوت والبنزين، ما دفع بأسعار المحروقات في “السوق السوداء” للارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة.
ونتيجة لعدم حل أزمة المحروقات، أعلنت محافظة دمشق، في 9 من حزيران الحالي، أنها لن تزود “السرافيس” بمادة المازوت يومي العطل الأسبوعية (الجمعة والسبت ).
و جاء قرار المحافظة، وسط وعود لم تُنفذ كانت تنص على أن يجري تعويض المواطنين بدلًا عن غياب “السرافيس”، “بتسيير باصات للنقل الداخلي بعدد 200 باص على مدار الساعة خلال يوم السبت، إلى جانب باصات القطاع الخاص”.
وهذا ما لم يحدث، إذ قال مدير النقل الداخلي بدمشق، موريس حداد، إن محافظة دمشق تحتوي على 100 باص نقل للقطاع العام، و 130 باصًا للقطاع الخاص، لكن تم تخفيض هذا العدد يومي الجمعة والسبت الماضيين إلى 60 باصًا فقط لـ”منع هدر الوقود”.
ولفت حداد خلال حديث إلى إذاعة “شام إف إم” المحلية، الأحد الماضي إلى أن دمشق تحتاج إلى حوالي 500 باص نقل داخلي لتخديمها.
وبحسب حداد، يوجد في دمشق أكثر من ستة آلاف و800 “سرفيس”، ما اعتبره عددًا “جيدًا”، قائلًا إن “تسربها عن الخطوط وبيعها مخصصاتها من المحروقات في السوق السوداء، هو ما يسبب أزمة المواصلات”.