syria press_ أنباء سوريا
من داخل خيمة داهمتها مياه الأمطار في مخيم أم جرن العشوائي، الواقع شرق بلدة كفرعروق في ريف إدلب الشمالي، وقف شريف أبو خليف عاجزاً عن وصف معاناة أهالي المخيم، وحائراً بشأن أي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً بالنسبة لهم في هذه الساعات الصعبة.
ورغم أن مشاهد غرق المخيمات بفعل العواصف المطرية صارت مألوفة في آخر مناطق المعارضة السورية شمال غرب سوريا، والتي يقطنها أكثر من أربعة ملايين نسمة، نصفهم نازحون، فإنها بالنسبة لأبو خليف هي الأولى، كما قال لـ”سوريا على طول”، كونه اضطر للنزوح مع عائلته المكونة من تسعة أفراد، من ريف سراقب الشرقي بسبب حملة نظام الاسد الأخيرة على المنطقة نهاية الشتاء الماضي. وهو ما ينطبق على سكان المخيم ككل، كونهم “نازحين من ريف إدلب الجنوبي، سواء من سراقب وريفها أو معرة النعمان، العام الماضي، وقد وبنوا المخيم على أرض زراعية غير مجهزة بأبسط الخدمات الخدمية”، كما أضاف.
مخيم أم جرن، والذي تقطنه نحو 650 عائلة نازحة، هو واحد من 145 مخيماً متضرراً “نتيجة الهطولات المطرية الكثيفة”، بحسب تقرير فريق “منسقو استجابة سوريا”، الذي نشر اليوم الإثنين، وكشف عن تضرر 278 خيمة كلياً، و513 خيمة جزئياً في حصيلة أولية للأضرار.
وفيما تعدّ المخيمات العشوائية التي أنشئت بعد العملية العسكرية لنظام الأسد وحليفه الروسي في أواخر العام 2019، هي الأكثر تضرراً بفعل العواصف المطرية الأخيرة، فإن “الأضرار طالت مخيمات مشيدة منذ سنوات وتشرف عليها منظمات تعمل في المنطقة”، كما أوضح محمد حلاج، مدير فريق منسقو الاستجابة، لـ”سوريا على طول”. مشدّداً على أن الأرقام الصادرة عن فريق الاستجابة “هي ما تم توثيقه” فقط، إذ “لم ننته من تقييم كامل الأضرار”. في المقابل “لا توجد استجابة كافية تلبي الاحتياجات الحقيقية للمتضررين”.
وإلى حين الاستجابة لاحتياجات المتضررين من الهطولات المطرية، يواصل أبو خليف، كما غيره من النازحين “إخلاء الخيام” وتأمين أماكن إيواء بديلة “خصوصاً للأطفال وكبار السن”، كما قال. لافتاً إلى أنه يتم تأمين “كل 10 أو 15 عائلة في خيمة واحدة”.
عمار ياسر حمو _ سوريا على طول