وعدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل , أمس الولايات المتحدة بأن تلعب ألمانيا دورا نشطا في حل المشاكل الدولية. جاء ذلك خلال استقبالها لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي اختتم اليوم زيارته لألمانيا والتي استمرت يومين. ودعا بومبيو ألمانيا إلى النضال مع أمريكا من أجل الحرية ، وقال “يجب أن نعلم أن الحرية لا يمكن ضمانها” , وأضاف إن حلف شمال الأطلسي بحاجة إلى النمو والتغيير وإلا سيتجاوزه الزمن , وذلك بعد يوم من تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الحلف يحتضر. ورفضت المستشارة الألمانية تصريحات ماكرون، التي أدلى بها في مقابلة مع مجلة ذي إيكونوميست الأسبوعية البريطانية ، ووصفتها بأنها “قاسية”.
وقال بومبيو أمس الخميس إن الحلف ربما يكون أحد أهم التحالفات “في التاريخ المدون” لكنه أقر بالحاجة لتطوير الحلف خلال جلسة لتلقي الأسئلة والرد عليها بعدما ألقى كلمة في برلين اليوم الجمعة عشية الذكرى السنوية الثلاثين لسقوط جدار برلين. وقال بومبيو “بعد مرور 70 عاما عليه.. صار الحلف بحاجة إلى النمو والتغيير. يحتاج إلى مجابهة الواقع وتحديات الحاضر”. وأضاف “إذا ظنت الدول أن بإمكانها الحصول على الأمن دون تزويد الحلف بالموارد التي يحتاجها، وإذا لم تف بالتزاماتها ، فسيلوح خطر أن يصبح حلف الأطلسي مؤسسة غير فعالة أو عفا عليه الزمن”.
وخلال لقاءه مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس , أشار بومبيو، إلى أهمية حلف الناتو، داعيا جميع الأعضاء إلى القيام بواجباتهم تجاهه وتقاسم أعبائه , وفيما يخص الأوضاع في شمالي سورية ، أوضح بومبيو، أن بلاده تراقب تطورات الأوضاع هناك عن كثب , وأقر وزير الخارجية الأمريكي في كلمة له الجمعة ، في مؤسسة “كوربر” البحثية والتنموية الألمانية بالعاصمة برلين , بأن بلاده تواصل دعمها لـ”قوات سورية الديمقراطية – قسد” التي تشكل ميليشيات حزب العمال الكردستاني الإرهابي عمودها الفقري.
وقال بومبيو: “نواصل تقديم دعمنا لقوات سورية الديمقراطية ؛ لأن لدينا مصلحة كبيرة في ذلك ، ونعتقد أن أوروبا لديها مصلحة في ذلك” ونفى بومبيو صحة الادعاءات التي تقول بأن الولايات المتحدة تخلت عن المجموعات التي دعمتها سابقا في شمال سورية , وقال الوزير الأمريكي : “في الواقع قدمت الولايات المتحدة مساعدات ضخمة لقوات سورية الديمقراطية” ، مشيرا إلى أن كل من بريطانيا وفرنسا قدمت الدعم أيضا , ودعا بومبيو الدول الأوروبية إلى دعم سياسات واشنطن الإقليمية ومكافحة تنظيم “داعش”، محذرا من أن أي شيء خلاف ذلك سيؤدي إلى تدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى أوروبا.
من جانبه أكد ماس في مؤتمر صحفي عقده مع بومبيو، تركيا تعد واحدة من أهم الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو”, وقال ماس : “تركيا أحد أعضاء الناتو، وستظل هكذا، وهي من أهم الشركاء المحوريين داخل الحلف” , وفي تصريح سابق دعت الحكومة الألمانية الاثنين، الدول الأوروبية إلى تكثيف جهودها الرامية إلى التسوية في سورية ، كي لا تقتصر هذه العملية على جهود موسكو وأنقرة , في إشارة إلى توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين حول تسوية الوضع في شمال شرق سورية عقب القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ، بمدينة سوتشي في 22 تشرين الأول أكتوبر الماضي
وفي موجز صحفي ، قالت أولريكي ديمر، نائبة المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني : “من الأهمية ألا يقتصر التعاون الدولي في تسوية الأزمة في سورية على تركيا وروسيا فقط” , ودعت ألمانيا , سائر الدول الأوروبية إلى “نشاط أكبر” على هذا الصعيد , وأشارت ديمر إلى غياب موقف واحد في صفوف الحكومة الألمانية من مبادرة وزيرة الدفاع ، أنيغريت كرامب – كارنباور، التي اقترحت إقامة منطقة آمنة تحت رعاية دولية في شمال سورية ، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات