قدم بحث لمؤسسة “راند” (RAND) في الولايات المتحدة، توصية للجيش الأمريكي من أجل تعديل تخطيطه وتدريبه واستهدافه واستخدامه للأسلحة، من أجل تجنب الوفيات والأضرار بين المدنيين على نطاق واسع كما حدث في معركة تحرير مدينة الرقة من مقاتلي تنظيم “ داعش” عام 2017.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس“، أمس الجمعة عن كاتب البحث وهو “مايكل ماكنيرني”، قوله إن المعركة التي حدثت في الرقة كانت “ بمنزلة حافز إضافي لوزارة الدفاع لتعزيز سياساتها وإجراءاتها للتخفيف من الأضرار المدنية وتوثيقها والاستجابة لها”، كما أنها “قصة تحذيرية حول الضرر الذي يلحق بالمدنيين في المعارك التي تحصل في المدن”.
وأضاف: “لا يوجد جيش آخر يعمل بجد كما نفعل للتخفيف من الأضرار المدنية، ومع ذلك ما زلنا نتسبب في ذلك، سنواصل محاولة التعلم من القضايا الماضية”، مشددً على أن معركة الرقة قدمت دروسًا مهمة.
التوصيات
وأوصت المؤسسة بأن يقدم الجيش الأمريكي تدريبًا وإرشادًا أكثر شمولًا حول الحاجة إلى تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، والتخطيط للعمليات وتنفيذها بطرق لتحقيق تلك الأهداف.
وبحسب بحث مؤسسة “راند”، يمكن أن تشمل التغييرات زيادة التدريبات على المهام وتحسين جمع المعلومات الاستخبارية، واستخدام أكثر انتقائية للضربات الجوية والذخائر التي تقلل من تجزئة القنابل، وتحسين التخطيط، وتقييمات أفضل للأضرار الجانبية المحتملة.
الخسئر البشرية في الرقة
وأشار تقرير المؤسسة إلى وجود مجموعة كبيرة من الخسائر البشرية المقدرة في أثناء الحصار، وأن 60 إلى 80% من الرقة تُركت غير صالحة للسكن بحلول الوقت الذي تم فيه تحرير المدينة في تشرين الأول من عام 2017.
وأوضح البحث أن عدة آلاف من المدنيين قُتلوا على الأرجح، بناء على عدد الجثث التي اكتشفتها “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة، لكن ربما قُتل العديد منهم على يد تنظيم “داعش” أو مقاتلين آخرين على الأرض.
وتحدث التحالف الدولي عن مسؤوليته عن 38 حادثة أدت لمقتل 240 مدنياً، بينما قدّرت منظمة العفو الدولية عدد الضحايا “بتقدير مرتفع” يبلغ 1600 قتيل.
كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اتهمت في عدة تحقيقات، قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في آذار 2019 بالقرب من الباغوز قرب البوكمال شرق سوريا، آخر معقل لتنظيم “داعش” في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً بينهم نساء وأطفال.
اقرأ أيضاً هل تعوض واشنطن ضحايا ضرباتها الجوية في شمال شرقي سوريا؟
وكان أحدث خطأ عسكري أميركي في سوريا وقع قي 3 من كانون الأول الماضي بمحافظة إدلب، عندما قصفت الطائرات الأميركية شخصاً كان يقود دراجة نارية، على طريق أريحا – المسطومة جنوبي إدلب، ما أدى إلى مقتله، وإصابة 5 مدنيين من عائلة واحدة كانوا قرب موقع القصف.