كشف ذوو بعض المعتقلين المُفرج عنهم حديثاً بموجب مرسوم “العفو” في سوريا في أواخر نيسان الماضي أن سلطات النظام كانت أبلغتهم قبل أعوام سابقة بوفاة أبنائهم داخل السجون.
ونقلت صحيفة (الشرق الأوسط) أمس الأحد، عن مصادر محلية قولها، إن “عائلة الشاب (ز. م)، أُبلغت من سلطات النظام قبل عامين أن ابنها مات في السجن، كما شاهدت العائلة اسمه مدرجاً في قوائم معتقلين توفوا في سجون النظام جرى تعميمها على دوائر الإدارات المحلية في المحافظات، وتسلَّمت بطاقته الشخصية”.
ولفتت إلى أن العائلة لم تلق بالاً لمرسم “العفو” لكن أفرادها تفاجؤوا، وأُصيبوا بدهشة لا توصف، عند الإفراج عن الشاب.
وأضافت أن “حالة الذهول الممزوجة بالفرح، التي أُصيب بها أفراد العائلة لدى مشاهدة الشاب، دفعت بعضهم إلى التدقيق بشكل كبير في ملامحه للتأكد من أنه هو فعلاً”.
وتابعت: “ورغم تعبه الشديد الذي بدا عليه، راح يردد أسماء والده ووالدته وإخوته وأخواته وبعض أسماء أعمامه وأخواله وأجداده، ليؤكد أنه هو (ز. م)”.
وأشارت إلى أن الشاب(ز. م) أمضى في سجون النظام السوري 10 سنوات، بذلت خلالها عائلته جهوداً كبيرة لمعرفة مصيره دون جدوى.
كانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، وثقت مؤخرا إفراج قوات النظام السوري عن 476 شخصًا اُعتقل على خلفية سياسية، بموجب مرسوم “العفو” الأخير.
و ذكّرت بأن ما لا يقل عن 132 ألفاً و792 شخصاً لا يزالون قيد الاختفاء القسري لدى قوات النظام منذ آذار 2011 وحتى آب 2021،
17 عفواً سابقاً
وأصدر بشار الأسد بعد 2011، حوالي 17 عفواً عاماً سابقاً بين عفو شامل وعفو جزئي عن جرائم عسكرية.
وكان آخر تلك مراسيم العفو، في 25 من كانون الثاني الماضي، عندما أصدر الأسد عفوًا عامًا عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي، قبل ذلك التاريخ.
وفي 2 من أيار 2021، أصدر الأسد مرسومًا تشريعيًا بعفو عام عن مرتكبي جرائم المخالفات والجنح والجنايات، قبل تاريخ صدوره.
كما أصدر في 12 من آذار 2021، مرسوماً يقضي بمنح عفو عام عن كامل عقوبة عدد من “الجرائم” التي ارتكبها المكلفون بخدمة العلم قبل تاريخ صدوره، بقصد التملص من الالتحاق بها بشكل مؤقت أو دائم.