مساعدات نقدية أوروبية جديدة في سوريا .. هل يستغلها النظام لصالحه؟

أثار إعلان الاتحاد الأوروبي، يوم الأحد الماضي، دعمه لنظام المساعدة النقدية لبرنامج الغذاء العالمي في سوريا، مخاوف من احتمالية أن تكون المساعدات النقدية فرصة حقيقة لاستغلال أكبر من قبل النظام السوري.

وجاءت هذه المخاوف، بعدما وثقت العديد من التقارير والدراسات استغلال النظام السوري للمساعدات الإنسانية بمختلف الطرق والوسائل التي اعتمدها عند التعامل مع المساعدات العينية وسط مخاوف من أن يكون للنظام طرق مبتكرة للتعامل مع المساعدات النقدية.

وبلغت مساهمة الاتحاد الأوروبي الجديدة نحو تسعة ملايين يورو لدعم توسيع نطاق المساعدة النقدية لنحو 375 ألف سوري من الفئات الضعيفة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

المساعدات النقدية

ونقل موقع عنب بلدي، عن الباحث الاقتصادي زكي محشي، قوله، إن المساحة باستغلال المساعدات النقدية يمكن أن تكون أكبر مقارنة بالعينية.

وأوضح الباحث أن إمكانية استغلال النظام للنوع المستحدث من المساعدات في مناطق سيطرته يمكن أن يكون مجديًا بشكل أكبر من خلال توجيه المبالغ النقدية المصروفة لما يصب بمصلحته.

كذلك يجبر النظام المنظمات وفق الباحث على تحويل المساعدات عن طريق مصرف سوريا المركزي بسعر صرف أقل، في استغلال واضح لها من خلال الاستفادة من فروقات أسعار الصرف.

المساعدات العينية

وفيما يتعلق باستفادة النظام من المساعدات العينية، فإنه يتحكم بطريقة توزيع المساعدات بالاعتماد على موظفين من أجهزة النظام “القمعية”، مفروضين على المنظمات وفق الباحث زكي محشي.

كما يستغل المساعدات من خلال سعر الصرف وطريقة توزيعها إلى جانب إجبار المنظمات على التعامل مع الشركات والمؤسسات الداعمة له والمعاقبة دوليًا.

ولفت إلى أن النظام لديه رغبة دائمة باستغلال المساعدات التي تضمن استدامة حكمه ولن تتأثر هذه الرغبة بنوعيتها، مشدداً على أن المشكلة الحقيقية في بنية النظام وليس نوعيتها.

هل من خطوات للحد من استغلال النظام؟

وأكد الباحث الاقتصادي أن فائدة النظام السوري من المساعدات مهما بلغ حجمها، يجب ألا تغيّب عن المنظمات حجم الحاجة للمساعدات، مؤكدا أن جميع المساعدات ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.

وشدد على أن خطوات الحد من استغلال النظام يجب أن تتخذ من قبل المنظمات من خلال فرض نظام رصد وتقييم حازم، موصيًا الاتحاد الأوروبي بالبدء بهذه الخطوة خلال تعاونه مع برنامج الأغذية العالمي.

يذكر أن دراسة تعود لكانون الأول 2021، وقد أجراها باحثون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، ومركز أبحاث مركز العمليات والسياسات، كشفت عن أن الأموال التي يحصل عليها النظام من عقود الأمم المتحدة واحدة من أكبر السبل لكسبه المال، الذي يعود لرئيسه بشار الأسد، وحكومته.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر الأخبار

أفكار وآمال السوريين بين الاغتراب والداخل

اتسعت ابتسامة السوريين ذلك الفجر المفعم برائحة الياسمين وبعبق قلوب الأمهات تناجي أولادها "تحررنا هل من عودة"، دموع انهمرت لساعات حول العالم كغيمة صيف...

الحرب الثانية في درعا.. الجفاف ونزيف البشر

على كتف بحيرة، أضحت أثرًا بعد عين، ترامت مراكب صغيرة حملت ذكريات المصطافين لسنوات طويلة غير معلومة، واضمحلت المياه إلى أن تلاشت، ثم تحول...

مستشفى تشرين .. مصنع شهادات الموت المزورة لآلاف المفقودين السوريين

الصور الصادمة التي شاهدها العالم لآلاف السوريين وهم يبحثون عن ذويهم المعتقلين والمختفين في سجن صيدنايا، بعد سقوط حكم الرئيس السوري المخلوع بشار...

سوريّات في فخ “تطبيقات البث المباشر”..بين دعارة إلكترونية واتجار بالبشر

يستقصي هذا التحقيق تفشي “تطبيقات البث المباشر” داخل سوريا، ووقوع العديد من الفتيات في فخ تلك التطبيقات، ليجدن أنفسهن يمارسن شكلاً من أشكال “الدعارة...

ابتزاز واغتصابٌ وتعذيب.. سوريون محاصرون في مراكز الاحتجاز اللّيبية

يستقصي هذا التحقيق أحوال المحتجزين السوريين في ليبيا خلافاً للقانون الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان داخل مراكز احتجاز المهاجرين، وخاصة تلك التي تتبع “جهاز دعم...
Exit mobile version