أثار تسجيل 44 إصابة بفيروس كورونا في الأردن لأشخاص قادمين من سوريا تساؤلات حول الأعداد الحقيقية للمصابين بالفيروس في سوريا، فدمشق نفسها لم تعلن عن هذا الرقم منذ بداية تفشي كورونا بالبلاد.
وتتراوح الأعداد التي يُعلن عنها عادة بين ثلاث إصابات و20 إصابة، مما حدا بمراقبين للتشكك حول تكتم يمارسه النظام السوري على الإعلان عن أعداد المصابين بمناطق سيطرته.
يقول أُبَيّ عبد الله -وهو أحد سكان العاصمة السورية دمشق للجزيرة نت- إنه يسمع يوميا عن مصابين بكورونا لأشخاص يعرفهم من أقارب وجيران في منطقته.
لكنه يبدي استغرابه من الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة لمناطق متفرقة بالبلاد لا تكاد تتجاوز الأعداد التي أحصاها لمنطقته بالعاصمة.
ورأى، أن التفسير الوحيد لعدم الإعلان عن عدد الإصابات الحقيقي هو سعي النظام إلى اتباع ما يعرف بسياسة “مناعة القطيع” أيّ أن يصاب من يصاب ويشفى من يشفى ويموت من يموت وتأتي بعدها المناعة للناس من الأشخاص الذي يشفون من الإصابات.
ويعتقد أُبَي عبد الله أن السبب وراء تلك السياسة التي تتبعها “الحكومة” اقتصادي، لأن عملية الإعلان عن الحقيقة والدخول بحظر تجول وإغلاق للأسواق سيضاعف تراجع الاقتصاد السوري خصوصًا بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ، وأيضًا يضيق الحال على المواطن السوري الذي يعاني أساسًا أوضاعا اقتصادية صعبة، الأمر الذي يدفعه للتفكير بالخروج ضد “الحكومة”، والنظام -بحسب رأيه- ليس من مصلحته فتح هذا الباب من خلال الإعلان عن الأرقام الحقيقية.
مسحات غير كافية
حاولت “الجزيرة نت” الوصول إلى أحد الأطباء في المستشفيات الحكومية السورية بالعاصمة دمشق، لكن معظمهم رفض الحديث.
لكن ممرضة تعمل في مستشفى المواساة عرفت نفسها باسم مروة أكدت للجزيرة نت أن كثيرا من الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى ويحملون أعراض فيروس كورونا لا يتم فحصهم، لأن إمكانية السلطات الصحية محدودة في هذا الإطار، الأمر الذي يجعلهم يغادرون المستشفى دون التحقق أحيانًا من إصابتهم أو عدمها.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور عصام الأمين مدير مستشفى المواساة لوسائل إعلام محلية إن مستشفاه يرسل المسحات بعد أخذها إلى وزارة الصحة التي تُعيد النتائج للمستشفى بعد صدورها، وأكد الأمين أن المستشفى يستوعب 840 سريرًا بالإضافة إلى 14 جهاز تنفس فقط.
إجراءات احترازية
بالرغم من العدد القليل للإصابات الذي تعلنه السلطات، فإن ذلك لا يتناسب وما تصدره من قرارات مما يؤشر بحسب مراقبين لارتفاع الإصابات فقد أعلنت وزارة الأوقاف السورية تعليق كافة الدروس والمجالس وحلقات التدريس الديني في مساجد دمشق وريفها، بالإضافة إلى منع صلاة عيد الأضحى فيهما، بعد إصابة مشايخ في دمشق بفيروس كورونا.
وقد قوبل قرار منع إقامة صلاة عيد الأضحى وتعليق الدروس بالمساجد انتقادات، وتساءل البعض هل لأن هذه الحلقات لا تؤثر شيئا على حياة الناس الاقتصادية.
وتشير هذه القرارات أيضا إلى أن العدد الأكبر للإصابات في محافظتي دمشق وريفها، إذ تخطت أعداد الإصابات في عموم المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري أكثر من 600 حالة.
ويتخوف أهالي سوريا من انفجار الإصابات في المدن والبلدات خصوصًا أن القطاع الطبي السوري يعاني أساسًا من ضعف كبير ولن يكون قادرًا على التعامل مع هذه الجائحة.
ويقع أهم وأكبر مستشفيات البلاد بالعاصمة ويحوي على 14 جهاز تنفس فقط، فكيف هي الحال بالمستشفيات في المحافظات السورية؟!
المصدر : الجزيرة