كشف موقع “صوت العاصمة” المحلي، أمس السبت، عمّا أسماها “محرقة وثائق وملفات أمنية” قامت بها مخابرات النظام السوري، قبل يومين في أرضٍ زراعية على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي.
وقال المصدر إن ثلاث سيارات شحن محمّلة بكميات كبيرة جداً من الأوراق دخلت أطراف “مساكن الشرطة” في معضمية الشام، بساعة متأخرة من الليل، مصحوبة بدوريات أمنية، والتي قامت بدورها بإحراق تلك الأوراق.
وأضاف أن عملية الحرق بدأت قرابة الساعة الثانية ليلاً واستمرت حتى فجر اليوم التالي، مؤكّدة أن دوريات أمنية رافقت الشاحنات لحين مغادرتها المنطقة إلى دمشق، لافتاً إلى أن أحد الضباط عمل على تصوير عملية الإحراق بالكامل.
ماذا تتضمن الوثائق؟
وأشار المصدر إلى أن الملفات تتضمن “اعترافات” معتقلين في سجون النظام وفروعه الأمنية، إضافة إلى أوراق ثبوتية وتقارير أمنية.
ولفت إلى أن الوثائق كانت تتضمن صور جوازات سفر أجنبية وعربية، وصور شخصية لمئات الأشخاص، وملفات “دراسات” أعدتها الفروع الأمنية سابقاً، وتحتوي على معلومات عن آلاف الأشخاص من أبناء محافظة ريف دمشق.
وتوقع المصدر، أن تكون الوثائق التي أُحرقت تتعلق بمعتقلين قُتلوا تحت التعذيب في معتقلات وسجون النظام.
استمرار الاعتقالات
ويأتي هذا، فيما يستمر النظام السوري في عمليات الاعتقال على امتداد الجغرافيا السورية بمناطق سيطرته داخل سوريا.
وتحدثت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن اعتقال قوات النظام 57 شخصاً في شهر أيار الماضي، بعد مرسوم “العفو” والذي شمل 527 شخصاً فقط من أصل 132 ألف معتقل.
وخلصت الشبكة إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري لا يمكن أن تشكِّل ملاذاً آمناً للمقيمين فيها، وهي من باب أولى ليست ملاذاً آمناً لإعادة اللاجئين أو النازحين.
وأكدت على أنه لن يكون هناك أي استقرار أو أمان في ظلِّ بقاء الأجهزة الأمنية ذاتها، التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية منذ عام 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن.
وتشير بيانات الشبكة السورية إلى وجود 102 ألف مختفٍ قسرياً في سوريا، 85 % منهم لدى النظام.