اتهم القضاء الفرنسي، تايلر فيلوس، أول “داعشي” يحمل الجنسية الفرنسية، في محاكمة استثنائية، بتهمة الانضمام إلى تنظيم “داعش” وارتكاب جرائم في سوريا بين عامي 2013 و2015 في “عصابة منظمة”.
جاء ذلك أثناء محاكمة فيلوس، أمام المحكمة الخاصة في باريس، يوم الخميس الماضي، وهو يحمل لقب أمير في تنظيم “داعش”.
ويبلغ تايلور الثلاثين من العمر، وله علاقة بالعقل المدبّر لهجمات باريس عام 2015 ، عبد الحميد أباعود، ومن المنتظر أن يصدر الحكم النهائي على فيلوس في 3 من تموز المقبل.
كما ينتمي المتهم إلى كتيبة تدعى ” كتيبة المهاجرين” التي انضم إليها العديد من الإرهابيين المتورطين في الاعتداءات التي وقعت في كل من باريس وبروكسل، وقد أفاد أن كتيبة المهاجرين كانت مكونة “بصفة أساسية من عرب سعوديين” وكان بها بعض اشخاص من فرنسا وبلجيكا ولكن أولئك لم يكونوا أغلبية بأي حال، على حد قوله.
ويصفه المحققون بأنه “محارب نشيط جدًا ضمن داعش”، حيث كان يقود مجموعة من المقاتلين أثناء تواجده مع التنظيم، وينشر على مواقع التواصل تهديدات موجهة للقيادة العامة للأمن الداخلي بفرنسا. وفق “مونت كارلو الدولية“.
وبحسب صحيفة “لوموند”، تايلور فيلوس مواطن فرنسي من منطقة تروي شرقي فرنسا، ويعد واحدًا من أوائل الشخصيات الأجنبية “المتشددة” التي اتجهت إلى سوريا والعراق، وقد اعتنق الإسلام في سن 21 عامًا، وسرعان ما أصبح متعصبًا.
بدأ فيلوس نشاطه حين ذهب إلى تونس وتعرف إلى “متطرف سلفي” لأول مرة هناك في نهاية آب 2011، ولكن وفقًا لمحضر استجواب والدته، فإن ابنها سئم من السلفيين التونسيين وقرر المغادرة إلى سوريا في آذار 2013.
وأُلقي القبض على والدته كريستين ريفيير، وحُكم عليها، في كانون الثاني 2017، لمدة عشر سنوات، وأطلق عليها المحققون لقب “الجدة الجهادية”، بعد ثلاث زيارات لسوريا قالت الأم إن الهدف منها كان قضاء وقت مع ابنها خشية أن يقتل.
بينما قال لها القاضي الذي ترأس محاكمتها، “لم تحاولي إقناع ابنك بالعدول عن ذلك (القتال مع تنظيم الدولة) بل على العكس فإنك شجعتيه على ما يبدو”، بحسب وكالة “فرانس برس”.
استقر تايلر فيلوس أولًا في غرب حلب، ثم انتقل إلى الشدادي في الحسكة، التي كانت أحد معاقل تنظيم “داعش” بالقرب من الحدود العراقية عام 2014.
وتركز نشاطه في حلب بمدينة حريتان، ويُشتبه أنه كان عضوًا في كتيبة “المهاجرين”، وهي جماعة فرنسية- بلجيكية من حوالي 40 رجلًا من بينهم عبد الحميد أباعود، وسامي أميمور، وإسماعيل مصطفى، وهم ثلاثة من أفراد “الكوماندوز” الذين دبروا أو نفذوا هجمات 13 من تشرين الثاني 2015.
وتُتهم تلك الجماعة بتعذيب وإعدام أعضاء من قوات النظام السوري و”الجيش السوري الحر” المعارض.
أُلقي القبض عليه في اسطنبول وهو متوجه إلى عاصمة الجمهورية التشيكية براغ، في 2 من تموز 2015، ثم حُبس في تركيا، وبعدها رُحّل إلى فرنسا في 25 من الشهر ذاته.
وبعد إلقاء القبض عليه في اسطنبول، أرسل تايلر فيلوس، الذي تمكن من الاحتفاظ بهاتفه لبضعة أيام، رسالة إلى عبد الحميد أباعود، قال فيها، “لا شيء يتغير. عندما أخرج سأتصرف (…) سأتصل بك عندما أخرج (…) إذا خرجت”.
وفي استجوابه أمام المحققين، قال إنه أرسل هذه الرسالة إلى أباعود لإيهامه أنه يريد تنفيذ هجوم عندما كان يغادر إلى موريتانيا، في إشارة إلى أنه لم يكن يرغب في إعلان خبر إلقاء القبض عليه، بحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية.
ويُشتبه في أن تايلور احتل مركزًا ضمن سلطة الشرطة التابعة لتنظيم “الدولة”، بهدف “فرض الشريعة”، وتوجيه “لواء الأجانب” (كتيبة المهاجرين).
وظهر تايلور في فيديو نشره المكتب الصحفي التابع للتنظيم، وهو يعدم سجينين راكعين على أرجلهما معصوبي الأعين، أحدهما ينتمي لقوات النظام السوري والآخر لـ”الجيش الحر”.
في جلسة المحاكمة الأولى في باريس، جلس فيلوس داخل قفص المحكمة، وطلب منه محاميه لويس رومان ريتش “ادعاء البراءة”، على اعتبار أنه لم يتم اتخاذ الحكم النهائي عليه بعد”.
كما استنكر المحامي “الاحتفاظ بفيلوس في الحبس الانفرادي لمدة أربع سنوات ونصف بشكل غير مبرر”، في ضوء “خافت للغاية”، خلال فترة احتجازه.
ويعتبر تايلور فيلوس أول فرنسي يحاكم بتهم ارتكاب جرائم في سوريا، واعترف خلال الجلسة بأنه كان على اتصال مع عبد الحميد أباعود، لكنه نفى أي علاقة له بخطة الهجوم الدامي في باريس، وبالتالي لم توجه له أي اتهامات في هذه القضية. وفق “عنب بلدي”.