قالت مجلة “فورين بوليسي”إن سوريا تعتبر من أكثر الدول التي تشهد نزاعات حول العالم تأثراً بتبعات جائحة “كورونا”، والذي فاقم بدوره أزمة نقص الغذاء، مشيرة إلى أن “الأسوأ لم يأت بعد”.
ونقلت المجلة، عن مسؤولين في الأمم المتحدة مقيمين في سوريا، قولهم إن الأزمة الإنسانية في سوريا تتجه إلى “الغرق في أعماق جديدة” بعد مضي قرابة عقد من الزمن على الحرب.
واستعرضت عدة مشكلات مستمرة في سوريا، أبرزها صعوبة إنتاج وتوزيع المواد الغذائية الأولية مع ضعف مردود الناتج الزراعي خلال سنوات الحرب، بالإضافة إلى ضعف القدرة الشرائية للسوريين في حال توفرت المواد الغذائية في الأسواق، وكذلك تغير المناخ وما نجم عنه من جفاف.
وتابعت أن الزراعة في سوريا، تأثرت بسنوات من الجفاف سببه التغيرات المناخية، بما في ذلك جفاف كبير قد يكون هو سبب الانتفاضة أصلا قبل عقد، ناهيك عن الكارثة الاقتصادية في لبنان، حيث كانت الأخيرة تشكل القناة الرئيسية للعمليات المصرفية والدولارات للاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب.
وشددت على أن هجمات النظام وروسيا على شمال غرب سوريا وتشريد أكثر من نصف مليون شخص هذا العام، جعلت المنطقة في أمسّ الحاجة للمساعدات الإنسانية.
ولفتت إلى أن الحلول المستعجلة تتطلب السفر والتنقل من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وشحنات الأدوية للفئات الأكثر ضعفاً في سوريا، وهو ما يضع عمال الإغاثة أمام مفاضلة مُحبطة بين “محاربة الجوع أو محاربة جائحة كورونا العالمي”.
وكانت أعلنت وزارة الصحة السورية، في 6 من الشهر الجاري، تسجيل 14 إصابة جديدة بفيروس “كورونا”، ما يرفع عدد الإصابات في سوريا إلى 372 حالة.
يذكر أن أول إصابة بفيروس “كورونا”، بحسب وزارة الصحة السورية، سجلت في الثاني والعشرين من آذار الماضي لشخص قادم من خارج البلاد في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في التاسع والعشرين من الشهر ذاته.