بدأت مجموعة خاصة من الشرطة العسكرية الروسية، المستدعاة من قاعدة حميميم الروسية، بتسيير دورية مشتركة على مدار الساعة في ميناء اللاذقية السوري، وفق مانشره موقع (Rus Vesna) الروسي، في 18 من كانون الثاني.
وبررت روسيا هذا الانتشار، على لسان نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة في سوريا”، أوليغ جورافلوف، بأنه كان بناءً على طلب السلطات السورية، وقال إن “الإرهابيين الناشطين في منطقة وقف التصعيد في إدلب، يخططون لهجمات إرهابية في طرطوس واللاذقية”، بحسب مانشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ما الأهداف الروسية في المنطقة الساحلية
الخبير في الشأن الروسي الدكتور نصر اليوسف، في حديث إلى عنب بلدي، يرى أن روسيا تعمل على زيادة بسط سيطرتها على الأرض السورية من خلال النظام السوري، كما فعلت في شرق وغرب الفرات وفي الجنوب السوري، واصفًا ممارساتها “بدولة انتداب”.
وعلى الصعيد الدولي يرى اليوسف، أن روسيا من خلال بسط نفوذها على منطقة الساحل عمومًا، تبرهن للغرب وحلف الناتو، أنها قادرة على إزعاجه في معركة “عض الأصابع” الواقعة نتيجة التوتر بين روسيا من جهة، وحلف الناتو والغرب من جهة ثانية.
وأكدّ اليوسف، أن روسيا مهتمة بمنطقة الساحل، وسوف تستخدم كل الوسائل المتاحة لدعم سيطرتها على هذه المنطقة، وهو ما يؤدي إلى تقليص حجم التواجد الإيراني في المنطقة الساحلية عمومًا، مضيفًا أن طبيعة سكان الساحل “الأقرب ثقافيًا” إلى الروس تدعم هذه السيطرة.
وتنشيط حركة التجارة والنقل البحري بعد اتفاقية شبه جزيرة القرم، سيزيد من حجم السيطرة الروسية على الموانئ السورية، وسيعزز تواجدهم في المنطقة الساحلية، كما قال اليوسف.
وأعلن مندوب القرم لدى روسيا، غيورغي مرادوف، عن توقيع اتفاقية تعاون مع ممثلين عن وفد من النظام السوري زار شبه جزيرة القرم، بين موانئ شبه الجزيرة وميناء “اللاذقية” في سوريا، في تصريح له لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في 18 من كانون الثاني.
هل يوقف التواجد الروسي القصف الإسرائيلي
تواجد روسيا في الميناء، سيكون له دور أساسي في وقف الهجمات الإسرائيلية على الميناء، لأن روسيا لن تتواطأ مع إيران في تهريب أسلحة “لحزب الله” أو للجماعات الموالية لإيران، وروسيا ليست في موضع اتهام بنقل أسلحة يمكن أن تضر بالأمن الإسرائيلي، كما أوضح اليوسف.
وفي مطلع تشرين الثاني 2021، تحدثت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية عن توافق روسي- إسرائيلي على إخراج إيران من المشهد السوري، في ظل مصلحة روسيّة باستهداف إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا، انطلاقًا من رغبتها في إخراج إيران، والحدّ من هيمنة نفوذها من جهة، وتحقيق الاستقرار في سوريا، ليتسنى لها البدء باستثماراتها وتعويض ما خسرته خلال مشاركتها في الحرب، بحسب حديث سابق إلى عنب بلدي، للكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف ميناء اللاذقية بقصف لحاويات في الميناء، في 28 من كانون الأول، وهو الثاني من نوعه خلال نفس الشهر لمناطق لا تبعد كثيرًا عن الوجود الروسي المتمثل في قاعدة “حميميم” العسكرية.
وكثّف الطيران الحربي الإسرائيلي من استهدافه مواقع في سوريا، منها مواقع إيرانية، منذ تعيين الحكومة الأخيرة برئاسة نفتالي بينيت، في حزيران الماضي، مع تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن عدم نية إسرائيل تحمّل الوجود الإيراني في سوريا.
المصدر _ عنب بلدي