syria press_ أنباء سوريا
اندلعت اشتباكات عنيفة الأحد 24 يناير/ كانون الثاني 2021، ضمن مدينة طفس الواقعة بريف درعا الغربي، على خلفية اقتحام النظام مناطق في المدينة ومهاجمة مقر سابق لقيادي في المعارضة المسلحة بهدف السيطرة على المقر ومصادرة أسلحة، وترافقت الاشتباكات مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط ذعر وتخوف من قبل المدنيين.
وكانت قوات النظام وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” التابعة لماهر الأسد شقيق رئيس النظام، عمدت منذ ساعات الصباح الأولى إلى الانتشار بشكل كبير جداً ضمن الريف الغربي لمحافظة درعا، حيث قامت بوضع حواجز جديدة في عدة مناطق هناك، وجلب دبابات وآليات ثقيلة، كإنشاء حاجز بجانب الكنسروة في بلدة المزيريب وحاجز المساكن، وجرى قطع الطرقات وإغلاقها بوجه الحركة المدنية، إذ جرى إرجاع المارة من المدنيين سواء سيراً على الأقدام أو عبر وسيلة نقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
التفاوض من جديد
من جهتها، أصدرت لجنة درعا المركزية المتمثلة بقياديين سابقين في الجيش الحر، ووجهاء من المنطقة الغربية، بياناً الأحد، جاء فيه: “بعد التعزيزات التي جلبتها الفرقة الرابعة إلى المنطقة الغربية، وتحركها وانتشارها ومحاصرة القرى وقطع سبل العيش، عقدت جلسة تفاوضية بين قيادة الفرقة الرابعة وأعيان المنطقة الغربية واللجنة المركزية”.
وأضافت أنه “تم التباحث بعدة طلبات إثر الجلسة تم التوافق على معظمها ومنها ما هو مستحيل تنفيذه ألا وهو تهجير أبناء حوران للشمال، وقد تم الاتفاق على عقد جلسة للتباحث الأحد”.
وأوضحت المركزية في بيانها أنه “أقدمت قوات الفرقة الرابعة على حرق البيوت وسرقة ممتلكات الناس، وإطلاق حشوات الدبابات على مشارف مدينة طفس ومنها طال المدنيين والمدارس، وعليه نعلن استنفار عام لكافة الشباب الأحرار في المنطقة الغربية للوقوف وقفة رجل واحد ضد سياسة العنجهية والإذلال لتركيع حوران وأهلها”، بحسب” تجمع أحرار حوران”.
مطالب النظام
في السياق، تزامن بيان اللجنة المركزية مع استهداف قوات الأسد لمنازل المدنيين في مدينة طفس بقذائف الهاون ما أسفر عن سقوط جرحى من المدنيين، وتداهم قوات النظام مقرا يتبع لـ”خلدون الزعبي” وهو قيادي سابق في “الجيش السوري الحر”، ويريد النظام تهجير الزعبي مع عناصره إلى إدلب، كما يطالبه بتسليم أسلحة ثقيلة بحوزته، وبحسب المرصد السوري و ” تجمع أحرار حوران”، فإن قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام، طالبت مركزية المنطقة الغربية بدرعا بتسليم الأسلحة الثقيلة من رشاشات ومدافع هاون التي تملكها الفصائل في مدينة طفس، وترحيل الشخصيات المطلوبة الذين رفضوا توقيع المصالحات والتسوية إلى إدلب، إضافة إلى طرد الغرباء من المنطقة.
هواجس النظام من خروج درعا عن السيطرة
يرى مراقبون أن درعا شهدت بعد اغتيال القيادي البارز أدهم الكراد في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ما يشبه الانتفاضة في وجه قوات النظام، تمثلت بمظاهرات شعبية، واستهداف متكرر لقوات النظام، وهذا ما أدى إلى زيادة هواجس النظام من خروج المنطقة عن السيطرة، كما أن النظام وجد في الأنباء التي تشير إلى مبايعات لتنظيم «الدولة» في ريفي درعا الشرقي والغربي، ذريعة لاقتحام حي البلد الذي يخضع بالكامل لسيطرة الفصائل، في وقت كانت فيه درعا قد شهدت اجتماعات للجان المفاوضات المركزية من أجل تشكيل جسم سياسي وعسكري موحد، لتمثيل المحافظة في المفاوضات والمحافل السياسية. وعلى ما يبدو، فإن محاولات التقدم العسكري من جانب قوات النظام، جاءت لقطع الطريق أمام حصول الجسد السياسي والعسكري الموحد لدرعا على الدعم الروسي، بحسب تقرير لصحيفة القدس العربي.
المصدر: الأيام السورية