أثار مانشره قبل أيام موقع “The Moscow Times”، عن تقليص روسيا لقواتها في سوريا، مراكز وجودها لإيران و”حزب الله” اللبناني، تساؤلات عن حدود وحجم هذا الإجراء الروسي وتأثيره المتوقع على التطورات الميدانية في سوريا.
وبرر الموقع، القرار الروسي بتخفيض العدد بمتابعة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، بتراجع الزحف الروسي الذي بدأت حدته تتراجع أمام المقاومة الأوكرانية منذ الشهر الماضي.
تضخيم للأمر
وتعليقا على ما أوردته الصحيفة الروسية، اعتبر الصحفي والخبير في الشأن الروسي رائد جبر، أن هناك تضخيم ومبالغة في الحديث عن تخفيض القوات الروسية في سوريا، وتأثير خطوة من هذا النوع.
وأضاف في حديث لموقع عنب بلدي أن القوات الروسية في سوريا، موجودة في المعسكرات والقواعد العسكرية، وبالتالي لا تأثير على انسحابها على الوضع الميداني في سوريا.
ولفت جبر إلى احتمالية تمركز قوات إيرانية محل القوات الروسية في نقاط وتجمعات معينة، لكن ليس على المستوى المبالغ به، والذي نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن الصحيفة الروسية.
ورأى أن من مصلحة إسرائيل الحديث عن خطر إيراني كبير، لتواصل ضرباتها ضد أهداف إيرانية في سوريا، دون اعتراض موسكو.
الوجود الروسي دائم
أكد الخبير أن وجود القوات الروسية في سوريا دائم، وأمر منتهٍ بالنسبة لموسكو، وتقليص القوات لن يؤثر على القدرة القتالية، باعتبار أن موسكو قادرة على إرسال قوات إضافية إذا استدعى الأمر.
واعتبر رائد جبر أن توسيع التموضع الإيراني في سوريا في بعض المناطق، جزء من اللعبة الإقليمية التي كثيرًا ما كانت تلعبها روسيا في مراحل عديدة من العمليات في سوريا، مستبعدًا تأثير ذلك على تمركز القوى وتوزيع موازينها في سوريا حاليًا.
مناطق يستحيل تركها
المحلل العسكري، الرائد طارق حاج بكري، قال لعنب بلدي، إنه رغم استفادة روسيا من النظام السوري، فإن تلك الفائدة عديمة المردود المالي، ما قد يدفعها لتقليص قواتها في سوريا وليس سحبها بالكامل، في حال وجدت نفسها مضطرة للإنفاق على قواتها هناك، أمام تردي الوضع الاقتصادي للنظام اليوم.
وأكد المحلل العسكري عدم إمكانية تخلي روسيا عن بعض المناطق، كقاعدة “حميميم” وميناء “طرطوس” وغيرهما، لأسباب سياسية لا عسكرية.
انتشار إيراني في 7 مواقع
وفي وقت سابق، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصدر إيراني غير رسمي مقرّب من “الحرس الثوري”، دون أن تسمّيه، تأكيده أن “قوات إيرانية و عناصر من حزب الله استقرت منذ نحو شهر، عقب نقل القوات الروسية إلى الجبهة الأوكرانية، في 3 نقاط عسكرية في محافظة إدلب وريفها، و4 مواقع أخرى في جنوب العاصمة دمشق”.
وأضاف المصدر أن موسكو بدأت بسحب قواتها من نحو 30 نقطة عسكرية، منذ آذار الماضي، مضيفاً أن القوات الإيرانية و عناصر من “حزب الله”، انتشرت وتمركزت مكان العسكريين الروس.
ولفت إلى أن زيارة رئيس النظام، بشار الأسد، الأخيرة إلى طهران “جاءت لترتيب الأوراق والتنسيق عقب انسحاب بعض الوحدات الروسية من الأراضي السورية، للمشاركة في حرب أوكرانيا”.