وصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ، السياسة الأمريكية حيال سورية بأنها “لغز” , جاء ذلك في تصريح صحفي ، الجمعة ، على هامش مشاركته بمؤتمر الأمن في مدينة ميونخ الألمانية , وأشار لودريان ، إلى وجود نقاط لم يفهمها في السياسية الأمريكية حيال سورية ، قائلًا : “كيف يمكن أن تكون (الولايات المتحدة) صارمة جدًا ضد إيران ، وفي نفس الوقت تغادر شمال شرقي سورية رغم علمها بأن ذلك سيتيح الفرصة لوجود إيران بالمنطقة؟ فهذا لغز بالنسبة لي”.
وفي 19 ديسمبر/ كانون أول الماضي , أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، عن قرار سحب قوات بلاده من سورية ، بدعوى تحقيق الانتصار على تنظيم “داعش” الإرهابي , ويقدر المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة بأن تنفيذ الانسحاب من سورية بشكل كامل قد يستمر حتى مارس/ آذار أو أبريل/ نيسان ولكنهم أحجموا عن تحديد جدول زمني دقيق في ضوء الأوضاع في ساحة القتال والتي يصعب التكهن بها
وتفكر واشنطن في انشاء “قوة مراقبين” تضم حلفائها في منطقة عازلة في شمال شرق سورية , والهدف مزدوج : تجنب هجوم يمكن ان يشنه الجيش التركي ضد ميليشيات حزب العمال الكردستاني , ومنع خلايا متطرفة من التشكل في تلك المنطقة , لكن هذه الفكرة تلقتها باريس بفتور. وتساهم فرنسا في عمليات التحالف بنحو 1200 عنصر من المدفعية والقوات الخاصة وتشن ضربات جوية
وقال وزير الخارجية الفرنسي الاربعاء “نحن اليوم نتساءل حول هذه المنطقة العازلة ، من سيتولى مراقبتها ومن سيكون الضامن لها وما ستكون حدودها وأي ضمانات ستقدم لقوات سورية الديموقراطية والاكراد؟” , لكن في الكواليس ، كان الموقف الفرنسي أكثر وضوحا حيث قال مصدر فرنسي لوكالة فرانس برس “من غير الوارد على الإطلاق نشر فرنسيين على الارض بدون الأميركيين” , وتُواجه دول عدّة أبرزها فرنسا أيضا مشكلة مصير المتطرفين الأجانب بعدما قاتلوا في صفوف التنظيم المتطرف