بدأت مريم الأسعد، المتطوعة الشابة في الدفاع المدني السوري، خطواتها الأولى في “فريق الذخائر غير المنفجرة” (UXO)، بعد أن كان يقتصر على المتطوعين الرجال، لما ينطوي العمل فيه على مخاطر ومحاذير كبرى، في منطقة تشهد حربا دامية منذ أكثر من عقد من الزمان.
واستكملت المتطوعة الأسعد تدريباتها في دورة مكثفة أقامها الدفاع المدني مؤخرا شمال غربي سوريا، ضمت 12 متطوعة من النساء السوريات، للتعامل مع مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في المنطقة والتي تهدد حياة الآلاف من السكان.
تقول الأسعد إنها اختارت الانضمام للفريق، انطلاقا من شعورها بأهمية عمله لتصبح جزءا مساهما في حماية المدنيين من مخاطر الذخيرة غير المنفجرة، “ومنهم المزارع الذي يعمل في أرضه لكسب قوت عائلته، أو الطفل الذي يلعب في حديقة مدرسته”.
وتشير المتطوعة -في حديث للجزيرة نت- إلى أنها اكتسبت مهارات نظرية وعملية في الدورة بتعلم المسح غير التقني وتصنيف الذخائر والمواد غير المنفجرة، إضافة إلى عمليات التوعية.
وعن أحلامها المستقبلية، تطمح الشابة السورية إلى أن تعمل على إنقاذ أرواح المدنيين وأن تصبح قدوة لغيرها من النساء في المجتمع، آملة أن تنتهي الحرب ويعم السلام في سوريا وتطال العدالة كل المجرمين.
قدرات المرأة
ويضطلع الدفاع المدني السوري وفرقه الخاصة بالتعامل مع الذخائر المنفجرة منذ بداية عام 2016، ويبذل عناصره جهودا كبرى لإزالة مخلفات الحرب بفعل قصف الطيران الحربي والمدفعية والصواريخ.
ومع غياب جهات حكومية أو منظمات معنية بالإنقاذ بمناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، جاء دور الدفاع المدني لتولي هذه المهمة الخطرة، بمشاركة جميع عناصره من الذكور والإناث مؤخرا.
ويرى منسق برنامج الذخائر غير المنفجرة، سامي المحمد، أن الدفاع المدني السوري يؤمن بقدرات المرأة على القيادة والعمل والنجاح، في ظل ظروف الحرب والسلم ويسعى إلى ترسيخ دورها وتعزيزه على الأرض عبر مشاركتها في جميع الأعمال التي يقوم بها.
وحول التدريبات لانضمام المتطوعات إلى فريق الذخائر، قال المحمد -في حديث للجزيرة نت- إن الدورة ركزت بشكل رئيسي على تعريفهن بأنواع المتفجرات والذخائر والتمييز بين الأسلحة المسقطة جوا والأسلحة الموجهة وأشكال تلك الذخائر والتمييز بينها من خلال المشاهدة المباشرة.
ولفت المحمد إلى أن المتطوعات استخدمن معدات المسح كالأجهزة اللوحية وأجهزة تحديد الموقع والبوصلات، لتسهيل عملية البحث والوصول إلى نتائج أكثر دقة في العمل، إضافة إلى رسم الخرائط للمناطق الملوثة بالذخائر، والتعامل مع سيناريو الذخائر المتعددة وسيناريو الذخيرة الواحدة وسيناريو المتطوع الواحد والفريق الكامل.
وحسب المنسق، شمل التدريب التوعية المجتمعية للمدنيين من خطر هذه المخلفات وتعريفهم بأشكالها وكيفية وجودها، والتمييز بينها وبين الطرق الصحيحة في التعامل في حال وجودها، وضرورة الإبلاغ الفوري عنها في حال مصادفتها والعثور عليها.
الحصيلة الأعلى عام 2020
ومؤخرا، خلص تقرير “مرصد الألغام الأرضية” -وهو منظمة تتعقب الألغام الأرضية على مستوى العالم- إلى أن سوريا سجلت الحصيلة الأعلى عام 2020 من ضحايا الألغام بـ2729 ضحية (قتلى ومصابون) من أصل 7073 قتلوا أو أصيبوا في العالم أجمع.
وأكد المرصد أن 80% من ضحايا الألغام الأرضية التي سجلها العام الماضي كانوا مدنيين، وكان 50% منهم على الأقل من الأطفال، مضيفا أن إجمالي عام 2020 يمثل زيادة بنسبة 20% عن عام 2019.
وفي وقت سابق، وصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سوريا بأنها من أسوأ دول العالم من حيث كمية الألغام المزروعة منذ عام 2011 رغم حظر القانون الدولي استخدامها.
عمر يوسف _ الجزيرة نت