أعلنت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، أن الحكومة الفنلندية موّلت بمبلغ 3 ملايين يورو، إعادة تأهيل المدارس في سوريا، بناء على دعمها السابق لمبادرة اليونيسيف “لا لضياع جيل” في سوريا.
ووفق بيان لـ “يونيسيف” صدر السبت، فإن المبلغ سيعزز وصول أكثر من 3800 طفل إلى بيئة تعليمية آمنة من خلال إعادة تأهيل المدارس ومساعدة من هم خارج المدرسة أو المعرضين لخطر التسرب لاستئناف تعلمهم من خلال برامج التعلم الداعمة.
كما سيستفيد نحو 1600 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من تعزيز فرص التعلم الجيد والخدمات الأساسية.
وقال ممثل اليونيسيف في سوريا فيكتور نيلوند إنه “بعد أكثر من عقد من النزاع المدمر في سوريا ، لا يزال كثير من الأطفال يفقدون التعلم”.
واعتبر أن “هذا التمويل السخي من قبل حكومة فنلندا ، والذي يدعم تدخلات اليونيسيف التعليمية ووصول الأطفال ذوي الإعاقة إلى الخدمات الأساسية، هو أمر جوهري لمساعدة الأطفال للو “.
وبحسب اليونسيف فإن الأزمة في سوريا أثرت على الأطفال وأنه من الضروري معالجة ذلك بطريقة شاملة لتأمين حقهم في التعليم ومنع العنف ضدهم.
من جانبها، قالت القائمة بأعمال فنلندا، تارجا فرنانديز إن “فنلندا ملتزمة كشريك لليونيسيف، والتعليم هو أحد الأولويات الرئيسية لفنلندا في المنطقة، وكذلك على مستوى العالم”.
ومنذ عام 2017 ، قدمت حكومة فنلندا 5.5 ملايين يورو كتمويل لدعم الأطفال والأسر في سوريا من خلال اليونيسيف.
اقرأ أيضاً في الذكرى السنوية لليوم الدولي لحماية التعليم.. أرقام صادمة عن التعليم في سوريا
الأطفال والتعليم في سوريا
وقد أشار تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” لعام 2019 إلى تعرّض نحو 40 في المئة من البنية التحتية للمدارس في سوريا للضرر أو للدمار أثناء الحرب، وأن أكثر من ثلث الأطفال السوريين باتوا خارج المدرسة، وأن طفلاً واحداً من بين ثمانية في كل صف دراسي يحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي مختصّ لتحقيق التعلّم الفعال.
في حين أكد بيان لمنظمة “أنقذوا الأطفال” صدر في 6 أيار 2021 “أن واحدة من كل ثلاث مدارس خرجت عن الخدمة داخل سوريا لأنها دمرت أو تضررت أو تستخدم لأغراض عسكرية”. وحذرت المنظمة من أن التعليم لا يزال تحت التهديد بسبب العنف المستمر على الرغم من انخفاض عدد الهجمات مقارنة بالسنوات السابقة.
كيف تم التعامل مع المدارس؟
استخدم النظام السوري، المباني المدرسية لأغراض عسكرية، كما قام مدرسون وعناصر من الأمن باستجواب الطلبة وضربهم على أنشطة يُزعم أنها تناهض النظام، وقامت قوات الأمن و”الشبيحة”، بالاعتداء على مظاهرات الطلبة السلمية؛ كما فتحت النار على مبان مدرسية لم تكن تستخدم بعد في أغراض عسكرية، بحسب تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
ولجأت قوات النظام إلى احتلال المدارس واستغلالها كمراكز للقيادة وثكنات ومراكز اعتقال وفي أغراض عسكرية أخرى، معرضين سلامة الطلبة وحقهم في التعليم للخطر؛ كما قام بنشر قناصة على أسطحها لاستهداف المدنيين.
وبعد وقوع مساحات واسعة خارج سيطرة قوات النظام، انتهجت الأخيرة أسلوب استهداف المدارس والمشافي بالدرجة الأولى، مثال ما حصل في أحياء حلب الشرقية والغوطة الشرقية وحمص وريفها والجنوب السوري.