رغم كل العقوبات الدولية وخاصة الأمريكية المشددة منها، وحزمها المتتالية ما يزال النظام السوري قادرا على تطوير الكثير من أدوات ووسائل الاحتيال عبر العديد من شبكاته المنتشرة في دول العالم، والتي تمد ميليشياته ونظامه بكل ما يلزم للبقاء على قيد الحياة، والاستمرار باستخدام آلته العسكرية ضد السوريين.
وهناك طرق كثيرة لدى نظام الأسد تساعده في الاحتيال والالتفاف على العقوبات الدولية يتمثل أبرزها في ثلاثة من وجهة نظر خبراء ومختصين في الاقتصاد السوري:
– واجهات وهمية
وطوال سنوات الثورة السورية استطاع النظام التأقلم مع العقوبات الغربية التي تستهدفه، مستعينا لذلك بشبكات منظمة مكونة من شخصيات وشركات وواجهات وهمية منتشرة كالسرطان في كثير من الدول تبرع في أساليب الاحتيال والتخفي والتي تمرّس عليها نظام عائلة الأسد من الأب إلى الابن الوريث.
وفي هذا الصدد يقول المستشار الاقتصادي ورئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا لموقع “أورينت” الدكتور أسامة قاضي، إن نظام الأسد متمرس ولديه خبرة وقدرة كبيرة على المناورة ضد العقوبات الدولية من خلال استخدامه لشخصيات تلعب دور الواجهة الوهمية لكل أعماله وصفقاته غير الشرعية سواء داخل سوريا أو خارجها، ويستطيع النظام التحكم بتلك الشخصيات عبر إمساكه بملفات إدانة أو فساد بحقها، وأكبر مثال على ذلك الخلاف الحاصل حاليا بين رأس النظام وابن خاله رامي مخلوف الذي كان لفترة طويلة يدير ملفات الأخير الاقتصادية، حتى تمّ التضحية به و اتهامه بالفساد.
– تلاعب واحتيال
تشير صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن قطب المال السوري رامي مخلوف أنشأ شبكة من الشركات الخارجية الوهمية بهدف حماية رأس النظام من العقوبات الغربية وهو ما فضحه الأخير على صفحته الشخصية مؤخرا من خلال أحد ردوده على تعسف سلطات النظام بحقه حيث قال :”إنهم اختلقوا وجود اختلاس للأموال وتوجيهها لحساباتنا في الخارج، أوقفوا هذه الادعاءات الظالمة، واقرؤوا هذه العقود جيدا” وأضاف “أنتم تعلمون أن هدف هذه الشركات هو التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على شام القابضة” وشركة “شام القابضة” هي إمبراطورية تجارية تعود لمخلوف الذي تستهدفه “حكومة النظام المتعطشة للمال”حسب قول الصحيفة.
وهنا لفت القاضي إلى أن “نظام أسد يلجأ إلى تأسيس شركاتoffshore company أو شركات “خارج الحدود” بغرض العمليات المالية غير الشرعية كغسيل الأموال والتهرب الضريبي، حيث تعد عائلة مخلوف “حافظ، إيهاب، إياد، رامي” أكثر من استخدم تلك الطريقة نتيجة دورهم الأمني في قمع الثورة السورية، وكمثال عن هذا التلاعب والاحتيال قدم “محمد مخلوف” نفسه إلى بنك HSBCالخاص حسب ما كشفته وثائق البنك المسربة عام 2012 على أنه الوكيل الحصري في سوريا لشركة “فيليب موريس”، عملاق التبغ الأميركي، و”كوكاكولا” و”ميتسوبيشي”.
– تبيض أموال
وبدوره أكّد الخبير الاقتصادي يونس الكريم لموقع “أورينت” أن الشخصيات المرتبطة بالنظام يلجؤون إما بالترغيب أو الترهيب إلى تأسيس شركات في دول تشكل ملاذ ضريبي آمن مثل جزر فيرجين، ومالديفيا، وبانكوك، وروسيا، ولبنان ثم تستخدم لتبييض الأموال لتصبح شرعية بعيدة عن الشبهات، وفي بعض الأحيان يتم تهريب أموال تعادل ميزانيات دول، ويضيف أنه من الصعب جدا حصر تلك الشركات كونها تتبدل دائما ويتم تغيير شخصياتها وواجهاتها الوهمية بسرعة كبيرة.
وضمن السياق كشف تقرير لصحيفة التايمز البريطانية أن شبكة روسية- سورية تعمل كواجهة وهمية في عدة دول كبريطانيا وروسيا ودول أوروبية أخرى لتقوم بعمليات مالية غير شرعية، تمكنت من نقل ملايين الدولارات إلى نظام أسد وساعدت مصرف سوريا المركزي وشركات النفط التابعة للأخير للتحايل على العقوبات الدولية .
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستعد حاليا لفرض حزمة جديدة من العقوبات تستهدف شبكات الدعم الخارجية للنظام، وتركز على شخصيات داعمة، إضافة إلى شركات عقارية وغيرها في لبنان وأوروبا مرتبطة بعائلة الأسد .
المصدر: اورينت نت