تطرق الباحث والكاتب الروسي كيريل سيميونوف، إلى الموقف الروسي من نظام الأسد، والوضع في إدلب.
وقال سيميونوف، إن التدخل الروسي في سوريا لا يتبع استراتيجية مخطط لها مسبقاً، وهدفه الأساسي الضغط على واشنطن لفتح حوار معها، معتبراً أن أولوية موسكو في سوريا هي الحفاظ قواعدها العسكرية، والانطلاق منها إلى أدوار أخرى في الشرق الأوسط وافريقيا، لافتا إلى أن قانون “قيصر” لن يغير شيئاً بالنسبة لأنشطة موسكو في سوريا، فالشركات العاملة هناك معاقبة أمريكياً بشكل مسبق..
وشدد في حوار مع “جسر برس”، أن الروس يهمهم أن يضمن من يحكم سوريا مصالحهم، ولا يوجد من يستطيع فعل ذلك حالياً سوى بشار الأسد، وهذا سبب تمسكهم به، متابعا: “من مصلحة روسيا بقاء حالة عدم الاستقرار في سوريا، لأنها تبقي نظام الأسد مرتبطاً بموسكو، وغير قادر على التصرف بشكل مستقل عنها”.
وأشار إلى أن بلاده لم تستطع أن تؤسس هياكل أو أجنحة عسكرية موالية لها في سوريا، والنظام يثق بإيران أكثر، والأخيرة قوية جداً في جيشه، ولامصلحة لموسكو بتأجيج صراع مخلوف الأسد، لان انقسام الطائفة العلوية يضر بمصالحها.
واعتبر أن الممثل الرئاسي الخاص لبوتين سيعزز دور وزارة الخارجية الروسية في سوريا، مع أن بشار يفضل التعامل مع وزارة الدفاع الروسية، كاشفا عن أن نظام الأسد يسعى للحصول على شريك استراتيجي ثالث هو الإمارات العربية المتحدة.
وفيما يخص ملف إدلب، تحدث سيميونوف عن مؤشرات تقول إنه يجري التحضير لعملية جديدة في إدلب، وهدفها انتزاع المنطقة الواقعة جنوب طريق M4 من المعارضة، مشيراً إلى الخرائط الروسية المسربة لاتفاق إردوغان بوتين تظهر أن جنوب هذا الطريق هو لنظام الأسد، مقابل مناطق من الممكن أن ستيسطر عليها تركيا في شرق الفرات.
وختم بالقول: “كان سيكون من الجيد لو بادرت المعارضة السورية لفتح حوار مباشر مع موسكو، خاصة الحكومة المؤقتة والجيش الوطني السوري”.
يذكر أن الباحث كيريل سيميونوف، أحد أهم الباحثين الروس في السياسة الخارجية الروسية، المتعلقة بالشرق الأوسط تحديداً، وهو باحث مستقل، خبير غير مقيم في مجلس الشؤون الدولية الروسي وكاتب عمود في “المونيتور”.
وألف كيريل العديد من الدراسات وفصول الكتب حول إستراتيجية القوى الإقليمية في سوريا وليبيا والمعارضة السورية، كما عمل في الخدمة المدنية الحكومية الروسية من 2000 إلى 2011.