حذر خبراء ومسؤولون في مؤسسات المعارضة السورية من كارثة غذائية قد تحدث شمال غرب سوريا، بسبب عمليات تهريب القمح من المنطقة إلى مناطق سيطرة النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” ، نظراً لارتفاع شراءه من الفلاحين في تلك المنطقتين.
وقال وزير الاقتصاد في الحكومة المؤقتة عبد الحكيم المصري، إنه في حال تم تهريب القمح، أو لم تكن الكميات كافية، فإن الحكومة المؤقتة ستلجأ إلى استيراد القمح.
وأضاف لتلفزيون سوريا، بأنه ومما يخفف آثار العجز بين الإنتاج والاستهلاك، هو دخول كميات طحين إلى المجالس المحلية (نحو 50 ألف طن سنوياً من منظمة “آفاد” التركية)، إلى جانب استيراد الطحين من قبل الأفران الخاصة.
ولجأ بعض التجار لتهريب القمح إلى مناطق سيطرة النظام و قوات سوريا الديمقراطية”، للاستفادة من الفارق بين الأسعار، حيث يربح التاجر 75 دولاراً على الطن الواحد، إذا كانت الوجهة نحو شمال شرق سوريا ، و25 دولاراً على الطن إذا كانت الوجهة مناطق سيطرة النظام.
إدانة حقوقية
وأمس الخميس، دانت “نقابة المحامين الأحرار” ، عمليات تهريب القمح التي قالت إنها تجري من مناطق شمال غرب سوريا، باتجاه مناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا.
واعتبرت عمليات من هذا النوع “متاجرة بأقوات السوريين” شمال غرب سوريا، وإنذارًا بكارثة تهدد حياة ومصير القاطنين في تلك المناطق.
المساحات المزروعة بالقمح
ووفق بيانات الحكومة السورية المؤقتة، تبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في مناطق عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”، 453749 دونماً.
ويتوقع أن تُنتج منطقة “درع الفرات” 35611 طناً من القمح، و”غصن الزيتون” 14389 طناً، وتل أبيض 44349 طناً، ورأس العين 22500 طن، ليبلغ إجمالي الإنتاج المتوقع 116849 طناً، وفقاً لبيانات حصل عليها تلفزيون سوريا من الحكومة المؤقتة.
وعن إحصائيات شراء القمح حتى 27 من حزيران الجاري، قال المصري، إنه تم شراء 11110 أطنان قمح من منطقة “نبع السلام”، و400 طن فقط من ريف حلب الشمالي والشرقي، ليكون الإجمالي 11510 أطنان.
وأضاف المصري، أن إنتاج القمح في مناطق غرب الفرات ضعيف هذا العام، وهناك منظمات تشتري كميات من القمح وتستهلكها ضمن “المناطق المحررة” وهو أمر غير مؤثر طالماً أن القمح يبقى ضمن المنطقة.
وتعد مشكلة القمح في سوريا حاليًا مشكلة مركبة وفق الدكتور في الاقتصاد كرم شعار، ومن أهم أسبابها أن سوريا تتعرض لموجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود”، مشيرًا إلى أن هذه الموجة “بدأت منذ العام الماضي وما زالت مستمرة خلال العام الحالي رغم التحسّن في الهطولات المطرية هذا الموسم”.