قالت “قوات سورية الديمقراطية” إنها استكملت أمس إجلاء آلاف المدنيين من آخر معاقل تنظيم “داعش” بالمنطقة ، وسينهي الهجوم المزمع على بلدة الباغوز، آخر معقل لتنظيم “داعش” بالمنطقة ، حكم التنظيم المتطرف فعليا بعدما سيطرت على نحو ثلث العراق وسورية في ذروة خلافته التي أعلنها قبل أربعة أعوام , كما رحبت بقرار البيت الأبيض التراجع عن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية بالكامل من سورية
وشاهد صحفيون قرب خط الجبهة في الباغوز عشرات من الشاحنات تغادر البلدة تقل مدنيين ، وأخرى خاوية يرافقها مقاتلون من “قوات سورية الديمقراطية” التي تهيمن عليها ميليشيات حزب العمال الكردستاني وتحظى بدعم واشنطن , وقال مصطفى بالي المتحدث باسم “القوات” إن الإجلاء سيكتمل يوم الجمعة مشيرا إلى أن آلافا من المدنيين لا يزالون داخل الجيب مقارنة بما يقدر بنحو سبعة آلاف في بداية يوم الجمعة , وغادر أكثر من 20 ألف مدني البلدة في الأسابيع الأخيرة وفقا لتقديرات سابقة لـ”قوات سورية الديمقراطية”
ومع تأهب حلفاء واشنطن لإعلان النصر على التنظيم الذي يتحصن مقاتلوه في آخر جيب لهم قرب الحدود العراقية ، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس عن خطط للإبقاء على ”قوة حفظ سلام صغيرة“ من 200 عسكري في سورية , ويرى زعماء “الكردستاني” أن من الممكن أن يكون لهذه القوة تأثير كبير في مصير المنطقة وذلك بالحيلولة دون حدوث فراغ أمني. وقد تحتفظ واشنطن بالسيطرة على المجال الجوي ومن المحتمل أيضا أن يعزز الحلفاء الأوروبيون القوة بمزيد من القوات
وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يدعم “قوات سورية الديمقراطية” إن ”أكثر المقاتلين تشددا“ يتحصنون في الداخل , وقال بالي ”إن نجحنا بإجلاء كامل المدنيين في أي لحظة سنتخذ قرار اقتحام الباغوز أو نجبر الإرهابيين على الاستسلام“ , ورغم أن سقوط الباغوز سيمثل منعطفا مهما في الحملة ضد “داعش” والصراع في سورية عامة ، فلا يزال التنظيم يمثل تهديدا أمنيا كبيرا , وتحول التنظيم إلى أساليب حرب العصابات ولا يزال يسيطر على أراض في منطقة نائية غير مأهولة تقريبا غربي نهر الفرات.
ومنذ ديسمبر / كانون الأول، تدور المعركة ضد “داعش” بالمنطقة في ظل قرار ترامب المفاجئ بسحب كل القوات الأمريكية من سورية وهو ما أثار شكوكا بشأن مستقبل المقاتلين الذين تحالفوا مع واشنطن على الأرض , وقال عبد الكريم عمر أحد مسؤولي العلاقات الخارجية في المنطقة التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” لرويترز ”نقيم قرار البيت الأبيض بالاحتفاظ بمئتي جندي لحفظ السلام في المنطقة إيجابيا“
وقال عمر ”ويمكن هذا القرار يشجع الدول الأوروبية الأخرى وخاصة شركاؤنا في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، أيضا على الاحتفاظ بقوات في المنطقة“ , وأضاف ”أعتقد أن بقاء عدد من الجنود الأمريكيين وعدد أكبر من قوات التحالف وبحماية جوية، سيلعب دورا في تثبيت الاستقرار وبحماية المنطقة أيضا“ , وقال عمر ”أعتقد أن بقاء هذه القوات في المنطقة ، ريثما تحل أزمة البلد سيكون حافزا وداعما ووسيلة ضغط أيضا على دمشق لكي تحاول جديا في أن يكون هناك حوار لحل الأزمة السورية“.
Array