يواجه آلاف النازحين في مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، شحا شديدا بالمياه يهدد حياتهم، ليضيف حلقة جديدة في مأساة قاطنيه في ظل حصار قوات النظام له منذ عدة سنوات، الأمر الذي دعا مسؤولة في الاتحاد الأوروبي لتدخّل المفوضية الأوروبية لإغاثة سكانه.
وقال أبو حسين تدمري أحد سكان المخيم، لوكالة “الأناضول”، إن “سكان المخيم يقفون في طوابير للحصول على الماء، والأطفال يقطعون مسافة كيلومتر واحد على الأقل لحمل 10 ليترات من الماء إلى بيوتهم”.
وأشار تدمري إلى أن “ضغط الماء في المنافذ غير كافٍ، لذلك يضطر الشخص للذهاب والعودة أكثر من مرة ليجلب بعض الماء ويضعه في خزانه”.
من جانبه قال أبو شادي للوكالة: “إن الحرارة في المخيم مرتفعة جداً وتكاد تقتلنا، والمياه شحيحة، ولا نريد مياهاً من أجل الاستحمام أو التنظيف، كل ما نريده هو مياه لنشربها”.
وكانت منظمة “عالم أفضل للتنمية الاجتماعية” المدعومة من منظمة الطفولة “الونيسيف”، تؤمّن المياه للمخيم، إلا أن كميات المياه التي تصل المخيم انخفضت مؤخراً إلى أقل من النصف، في ظلّ ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة.
وانخفضت مية المياه الواصلة للمخيم إلى 300 وأحياناً إلى 150 مترا مكعبا بعد شهر أيار، وبات العطش يمثّل خطرًا حقيقيًا يحدق بسكان المخيم الواقع في إحدى أكثر المناطق ارتفاعاً بدرجات الحرارة.
نقطة طبية واحدة
ووفق “الأناضول”، فإنه مايزيد معاناة اللاجئين في مخيم الركبان، أنه لا توجد فيه سوى نقطة طبية واحدة، يعمل فيها 3 ممرضين فقط.
الممرّض في النقطة “أسامة أبو ميسر”، أفاد أنه “لا توجد أدوية نوعية ولا مستلزمات طبية في المخيم، ولا يوجد حليب أطفال، ولا جهة تدعم في هذا الخصوص”.
ولفت “أبو ميسر” إلى أن “عدد الأطفال المرضى نتيجة سوء التغذية ومياه الشرب غير الصحية، ارتفع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة”.
وأكد أن “سكان المخيم بحاجة إلى الغذاء والعلاج ومستوصفٍ كامل المستلزمات ومحروقات وكل الاحتياجات الأساسية الأخرى”.
وضع اللاجئين داخل مخيم الركبان “كارثي”
وتعليقا على الأوضاع الإنسانية المزرية في المخيم، دعت النائبة عن حزب “الخضر” الألماني في البرلمان الأوروبي، كاترين لانجينسيبين، المفوضية الأوروبية إلى مساعدة النازحين السوريين في مخيم الركبان على الحدود مع الأردن.
وقالت “لانجينسيبين”، وهي تشغل أيضاً عضوية لجنة الشؤون الخارجية والمسؤولة عن ملف سوريا في كتلة حزب “الخضر” في الاتحاد الأوروبي، في بيان، إن وضع اللاجئين داخل مخيم الركبان “كارثي”.
وأضافت النائبة الأوروبية، أن 8 آلاف شخص “بالكاد يستطيعون الحصول على الماء والغذاء والقدرة على إعالة أنفسهم والحماية من الحر”، مؤكدة على أنه “لا يجب على أي شخص أن يتخلف عن المساعدة”.
وفي 3 من نيسان الماضي، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، لوكالة “الأناضول”، إن المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم “الركبان” منذ أيلول 2019.
وكان المخيم قبل عام 2018 يضم حوالي 70 ألف نسمة، إلا أن أغلبية السكان خرجوا باتجاه مناطق النظام السوري، ولم يتبقَّ فيه سوى 8000 نسمة، بحسب ناشطين مطّلعين في المخيم.
وأُنشئ المخيم عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.