صدرت اليوم الثلاثاء، جملة تصريحات تركية بشأن الملف السوري وقضية اللاجئين السوريين.
اتفاق الهجرة واللاجئين
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه لا أحد يرغب في حدوث تجربة مماثلة لموجة المهاجرين السوريين عام 2015.
وتحدث الرئيس التركي في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني، والتر شتاينماير، اليوم الثلاثاء، عن أن بعض الدول الأوروبية تختزل موضوع الهجرة بأمن الحدود فقط، وفق ما ذكرته وكالة “الأناضول” التركية.
وفي بيان صادر عن دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية، أوضح أردوغان أن بلاده غير قادرة على تحمل أعباء موجة لجوء جديدة، في إشارة إلى لجوء المواطنين الأفغان بعد سيطرة حركة “طالبان” على العاصمة الأفغانية، كابل، في 15 من آب الماضي.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا تتطلع إلى تنفيذ اتفاقية 18 آذار، عام 2016 التي وقعتها أنقرة مع الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، بجميع أبعادها.
وكان الرئيس التركي انتقد في 9 من أيلول، التعاطي الأوروبي مع أزمة اللجوء السوري، وقال حينها إن تركيا تُركت لوحدها في “نضالها الاستثنائي لمكافحة الهجرة غير النظامية من سوريا”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا نحو 3.6 مليون لاجىء سوري وفق بيانات دائرة الهجرة التركية.
سياسات الولايات المتحدة أطالت عمر نظام الأسد
إلى ذلك، حمّل مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية إطالة عمر نظام الأسد، بسبب سياستها المعـقدة.
ودعا أقطاي في مقال له بجريدة “يني شفق” التركية، واشنطن إلى اعتماد مسار سياسي جديد، يعتمد على تأسيس إدارة سياسية جديدة متصـالحة مع الشعب، وتضمن عودة اللاجـئين السوريين إلى أراضيهم.
وبيّن أقطاي أن السياسات المعقـدة للولايات المتحدة هي التي أطالت عمر نظام الأسد الذي كان على وشك الانهـيار بالفعل”.
واعتبر أنه لولا هذه السياسات لكانت المياه في سوريا قد هدأت منذ فترة طويلة، ولكان تأسيس نظام سياسي جديد يسـوده السلام مع الشعب احتمالًا غير بعيد.
إلا أن واشنطن “فضلت اتباع سياسة غير شفـافة حتى مع حلفائها، مما أضـر بالمنطقة والولايات المتحدة ذاتها”، وفقاً لمستشار الرئيس التركي.
وختم المستشار بالقول إن “السياسة والوعود والممارسات التي قامت ولا تزال تقوم بها الولايات المتحدة في سوريا، لم تجلب لها أو لأحد أي منفـعة، وفشـلت في تقديم حلول”.
اقرأ أيضاً أردوغان: وجودنا في سوريا سيستمر حتى تحقيق الحل فيها
الأحزاب الكردية في سوريا فضلت النظام على المعارضة السورية
في سياق ذي صلة، قال رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، إن الأحزاب الكردية في سوريا فصلت النظام السوري على المعارضة السورية.
جاءت تصريحات داود أوغلو في لقاء أجراه مع شبكة روداو الكردية، أمس الاثنين، وقال فيه إن بلاده بذلت جهدًا للتفاهم مع الأحزاب الكردية، واقترحت عليها العمل مع المعارضة السورية ضد النظام، لكنها فضَّلت النظام، ولم تكن معارِضة بحق بحسب تعبيره.
وأضاف داود أوغلو: “لا أقصد الأكراد، أقصد إدارة YPG وإدارة PYD”، وقال إنَّ الإدارتين مارستا ضغطًا كبيرًا أيضًا على المجموعات الكردية التي تخالفهما مثل الموالين لبرزاني، و”مجموعة أزادي”.
وعن تدهور علاقات بلاده مع النظام خلال فترة رئاسته للحكومة، قال داود أوغلو إن سبب ذلك كان النظام “الظالم” الذي استعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه، وقصف حلب وحمص ودير الزور بالطائرات والسلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة.
ويرأس أحمد داود أوغلو حاليًا “حزب المستقبل” المعارض للحكومة، وسبق له أن تولى وزارة الخارجية بين عامي 2009 و2014، ورئاسة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا بين 2014 و2016، وهي الفترة نفسها التي تولى فيها رئاسة الوزراء.