syria press_ أنباء سوريا
” أصبحت مدينتكم آمنة ” بهذه الحجة تذرعت الدانمارك لإلغاء إقامة العشرات من السوريين الذين لجؤوا اليها خلال السنوات العشر الماضية على خلفية الحرب الدائرة في بلادهم
و كانت الحكومة الدنماركية قد اتخذت إجراءات لترحيل مئات اللاجئين السوريين، بحجة أنهم ينحدرون من العاصمة “دمشق” وبعض المناطق المحيطة بها، والتي صنفتها الدنمارك بأنها آمنة، وسط انتقادات وردود فعل غاضبة من المنظمات الحقوقية والمختصة في شؤون اللاجئين.
وفي ذات السياق تم الإبلاغ عن إلغاء تصاريح الإقامة المؤقتة لـ 94 مهاجراً سورياً الأسبوع الماضي، وقد يرتفع هذا العدد خلال الأسابيع المقبلة، كما عرضت السلطات الدنماركية تمويلًا يبلغ حوالي 22000 جنيه إسترليني لكل فرد يعود طوعا.
و فـَـقـَـدَ 30 سورياً استئنافهم في المحاكم بعد إبطال إقامتهم، وفقا لـ Refugees Welcome Denmark ، ولأن كوبنهاغن ليست لديها علاقات دبلوماسية مع دمشق، لا يمكنها ترحيل الأشخاص مباشرة إلى سوريا.
و في ردها على سؤال حول إعادة اللاجئين قالت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن يوم الثلاثاء 13 نيسان “إنه بالضبط كما ينبغي أن يكون”
وأضافت فريدريكسن “قدرت الدنمارك أن العديد من المناطق حول العاصمة السورية أصبحت الآن آمنة بما يكفي لعودة اللاجئين إلى ديارهم”، وهذا هو سبب إلغاء تصاريح إقامة السوريين من هذه المناطق.
كما أكدت أنه من المقرر أن يتم إلغاء تصاريح إقامة مئات اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى سوريا في الأشهر المقبلة.
موقف المنظمات الدولية و الحقوقية من القرار
وقد قوبلت هذه التحركات، برد فعل غاضب من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، التي قالت “إن مناطق العودة ليست آمنة بما فيه الكفاية”.
أما منظمة العفو الدولية فقد انتقدت قرار الحكومة الدنماركية، مؤكدة أن السوريين عند عودتهم قد يكونون عرضة لخطر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ووصفت الأمم المتحدة معظم المناطق في سوريا بأنها غير مستقرة بما يكفي لاعتبارها آمنة للعائدين.
وأفادت مجموعات حقوقية عن تهديدات مختلفة ضد اللاجئين العائدين، بما في ذلك التجنيد الإجباري للرجال والاعتقال بمجرد الاشتباه بوقوفه إلى جانب الثورة السورية ضد نظام أسد .
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اختفى المئات من العائدين، كما حذرت هيئة اللجوء في الاتحاد الأوروبي من “تعرض العائدين طوعاً لخطر الاعتقال والتعذيب والموت”.
و الجدير بالذكر أن الدنمارك تستضيف 21 ألفا و980 لاجئا سوريا، بحسب إحصائيات الاتحاد الأوروبي، ومنذ أن صنفت الدنمارك دمشق ومحيطها بـ “الآمنة”، قامت بمراجعة تصاريح الإقامة لـ 1250 سوريا، وألغت السلطات أو لم تمدد تصاريح الإقامة لأكثر من 250 منهم، كما عرضت تمويلًا يبلغ حوالي 22000 جنيه إسترليني لكل فرد يعود طوعا.